محللون: هكذا يستفيد حلفاء إيران من تقليص أمريكا لقواتها بالعراق

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توقع محللون سياسيون أن تسوق الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران، إعلان الولايات المتحدة سحب جزء من قواتها في العراق، على أنه انتصار لها، وأن يشجعها هذا الانسحاب على شن مزيد من الهجمات ضد القوات الأمريكية على أمل إجبارها على الانسحاب الكامل.   

 

وفي 9 سبتمبر، وأعلن قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث ماكينزي، أن الولايات المتحدة قررت تخفيض عدد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي.

 

وأوضح أن القرار جاء بالتشاور مع الحكومة العراقية والشركاء المناهضين لداعش، و"اعترافا بالتقدم الكبير الذي حققته القوات العراقية".

 

ونقل راديو "صوت أمريكا" عن دلاور علاء الدين الرئيس المؤسس لمعهد أبحاث الشرق الأوسط في أربيل قوله:" قد تحاول كتائب حزب الله العراقية، وقوات الحشد الشعبي تسويق هذا كما لو أنها أجبرت الولايات المتحدة على تقليل قواتها وربما يتم تشجيعها من قبل إيران على استفزاز الولايات المتحدة خلال أكتوبر، في الفترة السابقة للانتخابات".

 

وأضاف علاء الدين أن إيران في المقابل تبدو أكثر حرصا على عدم استفزاز الإدارة الأمريكية التي لا يتوقع رد فعلها قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في الثالث من نوفمبر.

 

وفي 2009 صنفت الولايات المتحدة كتائب حزب الله المدعومة من طهران جماعة إرهابية "لتهديدها السلام والاستقرار في العراق" ومهاجمة المصالح الأمريكية هناك.

 

أما قوات الحشد الشعبي فقد أنشئت في البداية بمساعدة إيران لدعم الجيش العراقي المنهك في محاربة تنظيم الدولة (داعش) في عام 2014.

 

وعلى الرغم من أن مقاتلي الحشد الشعبي يتقاضون رواتب من الحكومة العراقية، يقول محللون إنهم عمليا يعتمدون بشكل وثيق على إيران، ولا يستجيبون لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يتولى منصب القائد العام للجيش أيضا.

 

وتصطدم خطوات الكاظمي الإصلاحية بتمرد الفصائل المسلحة المقربة من إيران مع تواصل الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية والغربية.
 

وعندما تخلت القوات الأمريكية عن قاعدة "التاجي" العسكرية بالقرب من العاصمة العراقية بغداد الشهر الماضي، خرجت الميليشيات الموالية لإيران أمام الجماهير لتصوير الخطوة الأمريكية على أنه نتيجة لـ "مقاومتهم".

 

وفي مقابلة مع راديو محلي، قال محمد محيي المتحدث باسم كتائب حزب الله:" أعتقد ان عملية الانسحاب جاءت كنتيجة لاستمرار عملية المقاومة في المنطقة، وبات الوضع غير آمن لبقاء هذه القوات".

 

بدوره قال مايكل بريجينت الزميل البارز في معهد هدسون الذي عمل سابقا كضابط مخابرات في الجيش الأمريكي بالعراق إن رحيل القوات الأمريكية سيصبح بلا شك أداة دعاية لقوات الحشد الشعبي، إلا أنه قد يمنح واشنطن حرية أكبر للرد على هجمات الميليشيات.

 

وقال: "قد يسمح ذلك بالفعل للولايات المتحدة باستهداف الميليشيات دون قلق بشأن تعريض الأمريكيين في العراق لهجمات انتقامية لأن القوات الأمريكية تم نقلها إلى قواعد يمكنها الدفاع عنها".

 

من جانبه، قال سامر ذيبان عضو البرلمان العراقي في ائتلاف الفتح، الجناح السياسي لقوات الحشد الشعبي:" قوات الأمن العراقية قادرة على الحفاظ على أمن العراق".

 

وأضاف أن الوجود العسكري الأمريكي في بلاده سيعطي "شرعية" لعناصر الحشد الشعبي وكتائب حزب الله لمهاجمة القواعد الأمريكية.

 

وكان ماكنزي قد قال في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأسبوع الماضي، إن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة في الهجمات على قواته في العراق، لكنه أكد أن قرار سحب القوات لم يكن بسبب تزايد الهجمات.

 

وتمثل الخطوة الأمريكية استجابة جزئية لقرار البرلمان العراقي الذي صوت مطلع يناير الماضي لمصلحة إخراج القوات الأجنبية بعد قتل واشنطن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وقائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني.

 

لكن فصائل مسلحة عراقية، مدعومة من طهران، أعلنت في وقت سابق رفضها تعهد ترامب بالانسحاب من العراق خلال 3 سنوات ودعت إلى انسحاب فوري وهددت بمواجهة التواجد الأجنبي.

النص الأصلي

0 تعليق