يواصل الملتقى الفنى «ليلة رقص معاصر» فعالياته التى تتضمن تقديم عروض فنية مختلفة بمشاركة راقصين ومصممين من مصر ومختلف العالم، والذى يستمر حتى ١٢ ديسمبر الجارى.
ويتضمن الملتقى تقديم ٥ عروض رقص معاصر وفيلمين قصيرين، على مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون، كما قدم بعض العروض بمحافظتى الإسكندرية بالتعاون مع مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية والمنيا بالتعاون مع مركز الجزويت التربوى لخدمات الشباب بالمنيا.
وتضمن برنامج «الإقامات الفنية» ضمن الملتقى، عرض «ريترو» من تصميم وأداء أحمد غريب من مصر، عرض «صور» من تصميم مود باكينماير ومايكل كاستلان من فرنسا، وفيلم «قدر» من إخراج نور قورة، وفيلم «الحياة باللون الأسود» من إخراج فاطمة محمد، و«قطقوطة» من مصر.
كما تضمن البرنامج عرض «يقظة» من أداء وإخراج مؤمن نبيل من مصر، وعرض «ما: بين» من تصميم وإخراج تشون تشانج من ألمانيا، وعرض «دراسة فى الصمود» لتوماسو بيترولو ويمثل بريطانيا.
وأقيم ملتقى «ليلة رقص معاصر» بدعم من الاتحاد الأوروبى، واتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية «EUNIC»، المجلس الثقافى البريطانى، السفارة الفرنسية، المركز الثقافى الفرنسى، والمعهد الثقافى الألمانى «جوتة».
وينظم الحدث كل من «استديو عزت عزت»، و«وصلة للفنون»، و«يالا دانس»، وبالتعاون مع «دوار» للفنون، و«استديو عماد الدين»، والمعهد الثقافى الإيطالى، و«جزويت القاهرة»، ومنصة «على فين»، ومركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، و«ريكرو»، ومركز الجزويت التربوى لخدمات الشباب بالمنيا.
وقال الفنان عزت إسماعيل، المدير الفنى ومؤسس «ليلة رقص معاصر»، إن الملتقى بدأ بالقاهرة عام ٢٠١١ ببرنامج مدته ٤ سنوات، ونظم فى «استديو عماد الدين» بدعم من الاتحاد الأوروبى.
وأضاف: «استهدف البرنامج تخريج دفعة من الفنانين الذين يجيدون الرقص المعاصر فى مصر، ولم يكن آنذاك فى مصر أى فعالية تختص بالرقص المعاصر، فقررنا أن نقدم الملتقى بهدف تطوير هذا النوع من الفن وفى نفس الوقت نستقطب جمهورًا جديدًا ومختلفًا لهذا النوع».
وتابع: «قدمنا ليلتى عرض بمسرح (روابط)، وكان يوجد فى هاتين الليلتين ما يعادل ١٠ عروض وكان المسرح ممتلئًا بما يقرب من ٣٠٠ شخص، وبدأ الأمر يتطور حتى وصل إلى وضعه الحالى، فأصبح هناك نوع من أنواع العروض يطلق عليه رقص معاصر، وأصبح له جمهوره فى مصر»، مواصلًا: «قديمًا لم يكن الجمهور يعى ما هو الرقص المعاصر، وأصبح هذا النوع من الفنون يعيه الجمهور بشكل كبير».
وعن المعايير التى يتم على أساسها اختيار عروض «ليلة رقص معاصر»، قال: «(المعاصر) لها علاقة وثيقة بالمشاريع المقدمة، فمنذ انطلاق الملتقى عام ٢٠١٢ بدأنا دعوة الفنانين ليقدموا مشاريع ويجروا إقامة مدتها شهران للتدريب على عروضهم الجديدة، وبدأ ذلك فى ٢٠١٢، و٢٠١٣، وقدمت مشاريع مصرية فقط، أما فى عام ٢٠١٤، و٢٠١٦، و٢٠١٨ فتحنا المشاريع، وأصبح لدينا فنانون غير مصريين يقدمون عروضًا مع فنانين مصريين».
وأكمل: «نختار عروضًا لفنانين لديهم أسلوب مختلف فى الرقص حتى نعطى للجمهور أشكالًا ومداخل مختلفة للرقص المعاصر، وحتى يصبح للجمهور تذوق لهذا الفن، ونراعى جودة العمل الفنى وقدرته على استيعاب الوضع الراهن فى مصر، وهو يختلف عن الوضع فى أوروبا والدول الأجنبية التى لديها هذا النوع من الرقص أكثر تطورًا».
وأضاف: «نحاول كل عام تغيير الاتجاه الفنى وأن تكون هناك لجنة اختيار فنية مختلفة وجميع العروض التى نختارها تكون عروضًا لها علاقة بالرقص المعاصر خاصة أنه باب مفتوح يضم فنونًا كثيرة، فلم يعد هناك خط فاصل بين الفنون وبعضها، وهو أمر يسمح للفنون أن تتشكل ببعضها البعض، وتستلهم من بعضها البعض».
وكشف عن أنه فى كثير من العروض يتم استخدام الحديث أو الكلام، مضيفًا أن هذه العروض ليست نصوصًا مسرحية بفكرة النص المسرحى، ولكنه يستخدم كأداة للرقص كجزء من الجسد.
وتحدث عن أبرز الفعاليات المواكبة لـ«ليلة رقص معاصر»، قائلًا «تتضمن العروض المنتجة خلال فترة الإقامة، ولكن هذا العام ولأول مرة ننظم برامج مختلفة بدأت العام الماضى ببرامج (خطوة أولى)، وهو برنامج يعطى فرصة للراقصين المبتدئين للرقص المعاصر وليقدموا عروضهم، وهناك برنامج (كمت)، وهو مخصص لعروض محلية تم إنتاجها سابقًا نعرضها مرة أخرى حتى يشاهدها جمهور مختلف وفئات جديدة».
وتابع: «كان لدينا برنامج الندوات والورش، وهو برنامج يهدف لزيادة مهارات الفنانين بالرقص المعاصر، فمن ناحية الإنتاج نمنحهم أدوات جديدة منها التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعى، وكذلك أقيمت ورشة عن (الإنتاج) للتعريف بمعنى كلمة إنتاج، وكيف نقيم ملفًا للعرض حتى يقدم فى أماكن مختلفة، ويشرح علاقة المنتج بالفنان وعلاقة الفنان بالضرائب، وجميعها ورش قدمت هذا العام، وكانت هناك ورش قدمها مدربو رقص فى استديوهات مختلفة بالقاهرة».
وعن رأيه فى عروض الرقص المعاصر فى الفترة الحالية، قال «عزت»: «تطورت على محورين، محور له علاقة بالفنان، فالعروض أصبحت أعمق وأصبح لها بعد مختلف، فالفن المعاصر بمصر ليس فنًا قديمًا، فهو موجود فقط منذ ثلاثين عامًا، وما زال فى مهده الأول، لكنه يتطور بشكل كبير ومتسارع لأننا كمصريين لدينا أفكار ومصادر إلهام ضخمة واسعة تستطيع مد هذا الفن بغذاء وذخيرة حية، وهو ما يحدث بالفعل عندما توفر البيئة والمناخ المناسبين للفنانين المعنيين بهذا النوع من الفنون، التى تساعدهم على إنتاج عروضهم، وتقديم أفكارهم وهم مطمئنون لا يفكرون سوى بفنهم».
وقال إن المحور الثانى هو «الجمهور»، فالجمهور المصرى منذ ١٠ سنوات لم يكن يعى ما هو الرقص المعاصر فأصبح لدينا حاليًا جمهور قوى، وقاعدة قوية لهذا الفن.
فى نفس السياق، كشفت منى سليمان، المدير التنفيذى لـ«وصلة للفنون» عن الشركاء فى إدارة وتنفيذ الملتقى، حيث إن الحدث يتم تنفيذه بالشراكة مع «استديو عزت»، وهذه هى السنة الثانية لهذا التعاون.
وأضافت: «ليلة رقص معاصر كان فى البداية حدثًا مهتمًا بتسليط الضوء على الراقص المعاصر، وهذه آلية جديدة علينا لأنها ليست قائمة على استضافة عروض من الخارج، لكنها قائمة على مجموعة من مصممى الحركة من مصر وخارجها ويقيمون لمدة تصل من شهر ونصف الشهر إلى شهرين، وخلال هذه المدة يتعرفون على الفن المستقل والمشهد المسرحى عمومًا ويقدمون أعمالًا مع راقصين مصريين».
وتابعت: «التجربة بالنسبة لنا ليست مجرد عروض تقدم، لكنها انفتاح على ثقافة الآخر وانفتاح للآخر علينا عن طريق الفنون».
وواصلت: «كل عام تنتج على الأقل ٥ عروض جديدة، وهذا يعد إضافة جديدة للمشهد المسرحى خاصة أن هذه العروض لا يتوقف عرضها عند ليلة رقص معاصر فقط، ولكنها تقدم فى مهرجانات أخرى تجوب المحافظات، وعلى سبيل المثال عرض «تحت رجلينا» الذى قدم العام الماضى وقُدم بالإسكندرية بعد تطويره فى شهر أكتوبر الماضى، وغيرها من العروض».
ورأت أن من أبرز إنجازات «ليلة رقص معاصر» هذا العام، تقديم عروض لأول مرة فى المنيا.