لعب الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، دورًا بارزًا في إعادة إحياء باب العزب، الذي طرح عنه مؤخرًا فيلم تسجيلي بعنوان "باب العزب"، ضمن سلسلة "سنوات الفن والثقافة"، التي يشارك من خلالها الفنان فاروق حسني ذكرياته عن فكرته ومشروعه الذي لم يكتمل لتطوير منطقة باب العزب التي هي جزء من قلعة محمد علي.
فاروق حسني سعى إلى تحويل باب العزب إلى مشروع عالمي يحقق الفائدة لأهالي المنطقة ولعشاق الآثار الإسلامية، وسرد تسلسل الأحداث منذ رؤيته للمكان وإحساسه بقيمته ومرورًا على خطوات وضع التصور والرفع المساحي وتجهيز الرسم الخاص بالمشروع، وأيضًا عرض للصراعات والقضايا التي أدت إلى عدم تنفيذ مشروع باب العزب، وذلك أثناء فترة توليه منصب وزير الثقافة والآثار.
مشروع باب العزب، أحد المداخل التاريخية المميزة في القاهرة، يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ مصر وتراثها الإسلامي، ويقع باب العزب عند المدخل الجنوبي لقلعة صلاح الدين، وهو شاهد على مراحل متعددة من تطور العمارة الإسلامية والتاريخ المصري.
جهود فاروق حسني في ترميم باب العزب
وفي إطار رؤيته الشاملة لتطوير التراث الثقافي المصري، أطلق فاروق حسني العديد من المبادرات لترميم المواقع الأثرية والتاريخية، بما في ذلك باب العزب، كان المشروع جزءًا من خطة الوزارة لاستعادة بريق القاهرة الإسلامية، حيث أدرك أهمية الحفاظ على هذا الموقع نظرًا لتاريخه الغني وقيمته المعمارية.
أهم خطوات التطوير
أجرى فريق متخصص دراسات معمارية وأثرية شاملة لباب العزب، بهدف توثيق حالته الأصلية وتحديد الأضرار التي لحقت به على مر العصور، وتم العمل على ترميم الأجزاء المتضررة من باب العزب باستخدام مواد وتقنيات متوافقة مع الطابع الأصلي للموقع، مع الحفاظ على التفاصيل الزخرفية الدقيقة.
واقترح فاروق حسني تحويل المنطقة المحيطة بباب العزب إلى مركز ثقافي مفتوح للزوار، يمكن أن يحتضن فعاليات ثقافية ومعارض فنية، مما يضمن استدامة الموقع كمركز للحياة الثقافية، وواجه مشروع تطوير باب العزب تحديات متعددة، من أبرزها تدهور بعض أجزاء الموقع بسبب الإهمال السابق وعوامل الزمن.
ومع ذلك، نجح فاروق حسني وفريقه في تجاوز هذه العقبات بفضل الدعم الحكومي والتعاون مع الخبراء المحليين والدوليين.
أثر المشروع على الثقافة والتراث
ساهم ترميم باب العزب في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وشكّل نموذجًا يُحتذى به لمشاريع الترميم الأخرى في مصر، كما أعاد المشروع ربط الجمهور بتراثهم، حيث أصبح الموقع وجهة سياحية وثقافية مهمة.
وكان لفاروق حسني دورًا رياديًا في إعادة الحياة لباب العزب، حيث لم يقتصر عمله على الترميم، بل شمل أيضًا إعادة إحياء الروح الثقافية للموقع.
وتعتبر جهود فاروق حسني دليلًا على أهمية الاستثمار في التراث الثقافي كجزء من الهوية الوطنية والتنمية المستدامة.