إف- 35.. طائرة قادرة على تغيير سياسات الشرق الأوسط

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحت عنوان "كيف لطائرة حربية تعقيد الدبلوماسية في الشرق الأوسط".. سلطت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الضوء على تداعيات رفض إسرائيل بيع أمريكا لطائرة "أف 35" إلى الإمارات، رغم اتفاق التطبيع.

 

وقالت المجلة، إن طائرة أف 35 الشبح، التي استخدمتها إسرائيل في 2018، لأول مرة تعتبر من الأسلحة المميزة التي تحصل عليه إسرائيل، ويمنحها ميزه عسكرية فريدة في منطقة الشرق الأوسط، لكنها معرضة لفقدن تلك الميزة مع سعي الإمارات لحصول على هذه الطائرة.

 

وأضافت، عندما وافقت إسرائيل والإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية، بدا الأمر وكأنه صفقة مباشرة، حيث تعمل إسرائيل بهدوء مع دول الخليج لمواجهة إيران، لكن كان هناك ما هو أكثر من ذلك، فقد ظهر منذ ذلك الحين أن الإمارات تجري محادثات مع أمريكا بشأن صفقة أسلحة ستشمل طائرة "إف -35" ، التي باعتها أمريكا حتى الآن فقط لحلفائها المقربين.

 

وتابعت، لكن هذا لم يجر بشكل جيد في إسرائيل، فقد وافق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ، على صفقة الأسلحة المقترحة كوسيلة لتيسير المحادثات بشأن العلاقات الدبلوماسية، ولكنه نفى ذلك عندما تم الإعلان عن الصفقة الشهر الماضي وانتقدها، والشكاوى توقفت بعد اجتماع مع مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية ، في القدس.

 

ويقول عاموس جلعاد ، اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي: "ربما قال نتنياهو إنه ضد بيع طائرات "إف -35" من حيث المبدأ"، لكنه بالتأكيد أعطى أمريكا الانطباع بأن إسرائيل لن تحاول منعها.

 

ولطالما ضمنت أمريكا أن لإسرائيل "ميزة عسكرية نوعية" على جيرانها، وهذا المفهوم، يعني أنه يتم استشارة إسرائيل بشأن صفقات الأسلحة الكبيرة في المنطقة، وعادة ما يُمنع حلفاء أمريكا العرب، رغم قدرتهم على شراء طائراتها الحربية وصواريخها، من شراء أسلحتها الأكثر تقدمًا.

 

وأوضحت المجلة، أن فريق إسرائيلي يعبر عن مخاوفه من بيع الطائرة الشبح للإمارات، ويسمح الشكل الفريد للطائرة F-35 والمواد الماصة للرادار بتجنب الكشف، فهي ليست مجرد طائرة حربية، ولكنها مركز استخبارات متطور قادر على مبادلة المعلومات الاستخباراتية بأهداف بعيدة بالطائرات والسفن القريبة.

 

بجانب الأسلحة المتقدمة الأخرى التي قيل إنها متضمنة في الصفقة الإماراتية - مثل طائرات "ريبر" بدون طيار، وطائرة إي -18 جي ​​جرولر، طائرة حربية إلكترونية تثير أيضًا تساؤلات حول ما إذا كان يمكن استخدامها ضد إسرائيل في أي نزاع.

 

ويشعر البعض بالقلق من أن التكنولوجيا قد ينتهي بها المطاف في أيدي أعداء إسرائيل، ويقول جلعاد: "لا يمكننا أن نتنبأ بما سيحدث في غضون عشر سنوات، سواء استولى المتطرفون على بلد مثلما فعل الإخوان المسلمون العام 2012، أم أن دولة ما ستتحالف مع إيران".

 

عكفت الإمارات على بناء قوتها الجوية، التي شهدت تحركات في العراق وليبيا وسوريا واليمن، ولطالما أرادت الطائرة F-35 ، رغم سعرها البالغ حوالي 80 مليون دولار، ويقول دان شابيرو ، سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، في عهد باراك أوباما لم يتمكنوا حتى من الحصول على إحاطة سرية حول قدرات إف -35 ، ناهيك عن الطائرات".

 

لكن الرئيس دونالد ترامب جعل مبيعات الأسلحة جزءًا أساسيًا من سياسته الخارجية، قال عن الإمارات: "لديهم المال ويرغبون في طلب عدد غير قليل من طائرات إف -35، وسوف نرى ماذا سيحدث."

 

وبحسب المجلة، في الأوقات العادية، قد تستغرق عملية البيع عدة أشهر، ويجب على وزارة الخارجية أن تصدق على أنها لا تقوض التفوق الإسرائيلي، وقد يضع أيضًا قيودًا على كيفية استخدام f-35، ويجب على وزارة الدفاع التأكد من أن الإمارات قادرة على امتلاك وتشغيل جميع الأسلحة في الصفقة بشكل آمن.

 

وتابعت، يمكن أن يحاول ترامب استرضاء إسرائيل من خلال تزويدها بأسلحة متطورة أخرى، وقد يلجأ أيضًا إلى سلطات الطوارئ الخاصة به لتفادي الكونغرس ودفع الصفقة إلى الأمام، وقد فعل نفس الشيء في العام الماضي، حيث أعلن "حالة الطوارئ" بشأن النشاط الإيراني من أجل تسريع صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار مع السعودية والأردن والإمارات، ومع ذلك، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى عقد من الزمن لتسليم الطائرة F-35 - الكثير من الوقت لإدارة مختلفة لإعادة النظر في العقد.

 

الرابط الأصلي

0 تعليق