في ترقب عالمي وداخلي، يظل المتحف المصري الكبير على مشارف افتتاح رسمي طال انتظاره، المشروع الذي اكتمل بناؤه منذ عام 2021، يُعد الأكبر في العالم المخصص لعرض آثار حضارة واحدة، مع تجهيزات تمتد لعقود ليصبح تحفة ثقافية فريدة على مستوى العالم.
موعد افتتاح المتحف المصري الكبير
منذ الإعلان عن الانتهاء من بناء المتحف، جرى تشغيل تجريبي لأجزاء من قاعاته، بما في ذلك 12 قاعة عرض تضم 24 ألف قطعة أثرية تعرض بتقنيات متطورة، الافتتاح التجريبي حظي بإشادات واسعة، إذ مهد الطريق لعرض كنوز الملك توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة، ومع ذلك، ظلت الأزمات العالمية سببًا رئيسيًا وراء تأجيل الافتتاح الرسمي.
رحلة التأسيس والافتتاح التجريبي
جائحة كورونا، والاضطرابات الجيوسياسية، والحرب في غزة، كانت عوامل مؤثرة أدت إلى تأخير ما وصفه الخبراء بـ"مشروع القرن الثقافي". الحكومة المصرية اختارت التريث لتقديم حفل افتتاح يليق بعظمة المشروع، مشيرة إلى أهمية توافر ظروف دولية مستقرة لضمان نجاح الحدث.
أهمية المشروع للسياحة والاقتصاد
المتحف ليس مجرد وجهة ثقافية، بل يُنظر إليه كدعامة أساسية لتعزيز السياحة في مصر. القطاع الذي يُعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة يواصل تعافيه تدريجيًا، رغم التحديات الإقليمية والدولية. افتتاح المتحف يُرتقب أن يكون دفعة قوية للقطاع، مع استهداف جذب ملايين الزوار سنويًا.
رؤية مستقبلية
تم تصميم المتحف ليكون منصة متكاملة تعرض التراث المصري بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. سيناريو العرض يُبرز القيم المجتمعية، والدينية، والمعتقدات التي شكلت هوية الحضارة المصرية عبر آلاف السنين.
رغم كل العقبات، تظل مصر ملتزمة بجعل لحظة الافتتاح حدثًا عالميًا يبهر العالم، في رسالة واضحة بأن الثقافة والتاريخ لا يخضعان للظروف.
في الختام، يبقى المتحف المصري الكبير بمثابة حلم تحقق بعد عقود من العمل والجهد المبذول من مختلف الجهات الحكومية والخبراء في مجال الآثار والترميم. يترقب العالم لحظة افتتاح هذا الصرح العظيم الذي سيضع مصر في قلب المشهد الثقافي العالمي. ومع استعراض كنوز الملك توت عنخ آمون لأول مرة، سيأخذ المتحف زواره في رحلة عبر العصور، ليعيد لهم لمحة عن عظمة الحضارة المصرية القديمة التي لا يزال تأثيرها يضيء أرجاء العالم.
ورغم التحديات الجيوسياسية والأزمات العالمية التي شهدتها المنطقة، تظل مصر مصممة على إتمام هذا المشروع الفريد بشكل يليق بعراقتها الثقافية وتاريخها الطويل. ليس فقط كوجهة سياحية جديدة، بل كمصدر للإلهام للأجيال القادمة، يبعث فيهم شعورًا بالفخر بما أنجزته أيديهم عبر الزمن.
يُعد المتحف المصري الكبير بمثابة تجسيد حي لقوة الإرادة والإبداع البشري، ويمثل خطوة جديدة نحو تعزيز مكانة مصر على الساحة الثقافية الدولية. وعندما يُفتح أبوابه أخيرًا، سيكون ذلك بمثابة بداية فجر جديد لقطاع السياحة والآثار في مصر، مما يسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعيد التأكيد على أن الثقافة والفن هما مفتاحا الاستدامة والتقدم في أي أمة.