أطاحت فرقة الدرك الوطني بالعاصمة بعصابة مسلحة تضم 4 أفراد، تستهدف سائقي سيارات الأجرة الغير شرعية ” كلونديستان”. بعد استدراجهم إلى أماكن معزولة بالضاحية الشرقية للعاصمة، ثم الانفراد بهم لسلبهم مبالغ مالية متفاوتة. وأغراضهم من هواتف نقالة وغيرها.
والخطير في الوقائع، هو تعمّد أفراد العصابة التوقيت المناسب لهم لتنفيذ جرائمهم في جنح الظلام، حيث تقلّ حركة المرور.، الأمر الذي مكنهم من الاعتداء على عشرات الضحايا، بنفس التوقيت تقريبا في فترات متفرقة. تحت طائلة التهديد باستعمال سكين من الحجم الكبير، الأمر الذي خلف عدة إصابات وأضرار جسمانية. ونفسية لدى سائقي سيارات الأجرة المستهدفين.
وفي قضية عرضتها محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء، اليوم الخميس، مثل متهم واحد كان محل أمر بالقبض صادر عن ذات الهيئة القضائية. في وقت سابق حيث تم الحكم على 3 متهمين موقوفين. شاركهم المتهم الحالي المدعو ” ب.علي” والمكنى “فارس”، القاطن بعين البيضاء شرق الوطن. في سلسلة الاعتداءات التي طالت سائقي سيارات الأجرة ضاحية درقانة، دار البيضاء، شرقي العاصمة.
ومثل المتهم للمحاكمة لمعارضة الحكم الغيابي القاضي بادانته بـ20 سنة سجنا. عن جناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجناية السرقة بتوافر ظرف الليل. واستعمال مركبة والعنف والتهديد.
وكشفت مجريات المحاكمة أنه بتاريخ 23 سبتمبر 2023، قام أفراد العصابة بالاعتداء على الضحية “ب.سيد علي”. بعد استدراجه الى مزرعة “شابو” بمدينة درقانة. حيث صعد المتهمون أربعتهم في سيارة الضحية قبيل أذان المغرب ببضعة دقائق بعد التوسل إليه ايصالهم إلى عين المكان. بحجة أنهم غرباء عن العاصمة، وأنهم في حاجة إلى الوصول إلى المزرعة قبل هبوط الظلام. بعد انهائهم العمل في ورشة البناء.
وبغية التمويه وابعاد الشبهات والشكوك عنهم، كان المتهم الحالي يرتدي لباس العمل الخاص بالبناء. حيث كانت لباسه متسخة بالاسمنت، ونفس الشيء بالنسبة لشركائه ويتعلق الأمر بالمدعو “س.طاهر” وشقيقه ” س.بلال”. و” وب. سلوى” شقيقة المتهم الحالي، التي كشفت التحقيقات في القضية أنها شريكة مع المتهمين في كل عمليات الاعتداء التي نفذوها. من خلال التنسيق معها قبل وبعد كل عملية.
وفي الجلسة كشف الضحية أنه وبيوم الوقائع، وفور توقفه بالمزرعة قام المتهم الحالي ” ب.علي” بالنزول من السيارة قبل شركائه، للتحدث في الهاتف مع شقيقته المتهمة. حيث كان يدعي في السيارة. من خلال حديثه معها بأنها زوجته وهو في خلاف معها، لطلبها الطلاق منه. وهذا بغرض إبعاد كل الشكوك عنه. كونها شريكتهم بحيث سمع المتهم قبل فرارهم من المزرعة، يحدثها مخبرا إياها بأنهم أكملوا العملية بنجاح .
احداث القضية
وواصل الضحية سرد الأحداث التي لا يزال متأثرا منها، جراء تدهور حالته الصحية كلفته عملية جراحية على مستوى القلب. بعد صدمة عنيفة تلقاها بيوم الاعتداء عليه.
مضيفا أن المتهم “بلال” أشهر السلاح ووضعه على رقبته من الخلف، بعد غلق نوافذ المركبة حتى لا يسمع صراخه أحد. ثم انهال عليه بالضرب بتوجيه طعنات على الرأس، بعد مقاومة أبداها بالسيارة.
حيث تمكن المتهم ” طاهر” من السطو على هاتفه النقال ومبلغ من المال يقدر ب1000دج. ثم لاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة بعد توقف سيارة بالقرب من المكان، لسماع سائقها صراخه. حيث تقدم منه لتقديم المساعدة بعد اخباره بأنه تعرض إلى السرقة تحت طائلة التهديد.
من جهته النيابة العامة، عاد إلى وقائع القضية مذكرا المتهم “ب.علي” أن صهره وشقيقته، اعترفوا بمشاركته معهم كل عمليات السرقة. التي طالت الضحايا من سائقي سيارات الأجرة. وهو ما يعزّز ضلوع المتهم في الجناية المتابع بها. رغم لغة الإنكار التي جاء بها محبكا سيناريو آخر لإقناع المحكمة أنه بريء من كل ما نسب اليه من وقائع. راح ضحيتها العشرات من أرباب الأسر. ناهيك عن الإصابات البليغة التي تعرضوا لها. كون المتهمين كانوا ينفذون السرقات باستعمال سلاح أبيض، لترهيب ضحاياهم. ملتمسا أخيرا توقيع عقوبة 20 سنة سجنا في حق المتهم و2 مليون دج غرامة مالية نافذة.