نظمت نقابة المهندسين المصرية واتحاد المهندسين العرب، ورشة عمل حول "تطبيقات الليزر في الهندسة الطبية" بالتعاون مع كلية الهندسة والمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، بحضور الدكتور المهندس عادل الحديثي، أمين عام اتحاد المهندسين العرب، والدكتورة جالة العزب- عميد المعهد القومي لعلوم الليزر، والأستاذ الدكتور المهندس أحمد البيلي، الأستاذ بقسم الهندسة الحيوية الطبية بهندسة القاهرة.
وفي كلمته الافتتاحية قدَّم أمين عام اتحاد المهندسين العرب، الشكر والتحية لنقابة المهندسين المصرية والقائمين على إدارتها بالتعاون مع الاتحاد وكلية الهندسة والمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة في تنظيم فعالية كبيرة تتناول قضية حديثة وهامة تتداخل في عدة مجالات وتخصصات طبية وهندسية، مشيرًا إلى أن الفعالية تهدف إلى تبادل المعارف والخبرات ومناقشة المشكلات واقتراح الحلول باستخدام المستجدات البحثية والتقنيات الحديثة حول أحدث الاتجاهات والتطورات في هندسة الليزر الطبي الحيوي. الأمر الذي يساعد بشكل كبير المهندسين والأطباء لاستكشاف التطبيقات الناشئة لتكنولوجيا الليزر.
وقدَّمت الدكتور جالة العزب، عرضًا عن الاتجاهات البحثية بالمعهد، ونبذة عن نشأة المعهد وأقسامه العلمية والوحدات ذات الطابع الخاص، موضحة أن المعهد متعدد التخصصات العلمية في إطار الطبيعة البينية لعلوم الليزر وتطبيقاته المختلفة في الهندسة والطب والصيدلة والأسنان والعلاج الطبيعي والزراعة، إضافة إلى العلوم الأساسية التي تُعد أساس التطور العلمي لأنظمة الليزر والتطبيقات العلمية.
واستعرضت "العزب" المجالات البحثية التي يتم تطبيقها في المعهد ومدى توافق الأبحاث المنتجة مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
كما أعلنت عميد المعهد القومي لعلوم الليزر عن مجلة المعهد والتي تحمل عنوان "علوم الليزر وتطبيقاته" وأن العدد القادم سيتم إصداره في يناير 2025، وسيتناول عددًا من الأبحاث المُحكّمة، معلنة عن فتح باب التقدم لطلاب كليات الهندسة والعلوم والطب والصيدلة والأسنان والعلاج الطبيعي للتدريب الصيفي في أبريل 2025.
وقال الدكتور المهندس أحمد البيلي: "تشير تكنولوجيا الليزر إلى استخدام الليزر في تطبيقات مختلفة، بما في ذلك المجالات الطبية والهندسية، والليزر عبارة عن حزم من الضوء تم تضخيمها لإنتاج مصدر طاقة شديد التركيز، كما أن له استخدامات عديدة في الهندسة الطبية"، مضيفًا أن لتقنيات الليزر العديد من الاستخدامات في الهندسة الطبية، بما في ذلك الجراحة والتشخيص والعناية بالأسنان وطب العيون والأمراض الجلدية والتنظير.
وبدورها تحدثت سمر رضا السيد، الأستاذ المساعد بقسم تطبيقات الليزر الهندسية بالمعهد القومي لعلوم الليزر في محاضرتيها اللتين ألقتهما عن مركز تكنولوجيا الليزر، مؤكدة أنه المركز الوحيد المنوط بالإفراج عن جميع أنواع أجهزة الليزر الطبية والصناعية، مستعرضة أنواعها، منها المستخدم في الجلدية والتجميل والرمد والجراحة والعلاج الطبيعي والأسنان، وغيرها.
وفي محاضرتها الثانية تناولت "رضا" الطلاء بالليزر، موضحة أنه تقنية حديثة وواعدة تُستخدم على نطاق واسع لتحسين خصائص أسطح العديد من أنواع المعادن.
وفي محاضرة للدكتور صلاح الدين حسب النبي، الأستاذ المتفرغ بالمعهد القومي لعلوم الليزر، تناول فيها تركيب جزيئات DNA، ومشكلة تخزين المعلومات الحالية والتي تجاوزت قدرات مراكز تخزين البيانات وعدم قدرتها خلال السنوات العشر القادمة على تخزين المعلومات التي تزيد زيادة مطردة وبسرعة كبيرة.
وفي محاضرة بعنوان "تطبيقات الليزر في الفونات الحيوية الطبية" قالت أمنية حمدي- الأستاذ المساعد بقسم تطبيقات الليزر الهندسية بالمعهد: "الليزر أداة حيوية وفعالة تُستخدم لدراسة الأنظمة البيولوجية، كما تُستخدم في تقنيات متعددة، مثل الخلايا الحية وقياس التفاعلات الحيوية باستخدام التحليل الطيفي وتحديد البنية ثلاثية الأبعاد للأنسجة باستخدام التصوير الضوئي المقطعي OCT".
وتناولت الدكتورة رانيا محمد عبد العظيم، المدرس بقسم تطبيقات الليزر بالمعهد، تطبيقات استخدام الهولوجرافي لعرض الأجزاء المختلفة للمخ والعين وعرض خلايا الدم البيضاء، مما يساعد الأطباء في التشخيص والعلاج، مستعرضة تطبيقات استخدام البصريات التكيفية، وذلك لقياس وتقييم أنواع مختلفة من العدسات.
وتناولت الدكتورة دعاء يوسف، الأستاذ المساعد بالمعهد، الفوتونيات الذكية، قائلة إنها من المجالات الرائدة التي تحدث ثورة في الهندسة الحيوية الطبية وخاصة في تقنيات التصوير، حيث تعتمد على تداخل الضوء لتوفير صور ذات جودة عالية ودقة متناهية، ومن التطبيقات البارزة لهذه التقنيات تشخيص سرطان الثدي.
وعن المستشعرات الطبية البلازمونية، ألقى الدكتور يوسف جمال، مدرس هندسة الفوتونات بقسم تطبيقات الليزر الهندسية بجامعة القاهرة، محاضرة، أكد فيها أن المستشعرات الطبية البلازمونية تتمتع بالسرعة الفائقة والدقة العالية، بالإضافة لصغر حجمها، مما يمكن من زراعتها بالجسم، مستعرضًا أهم إسهاماته في تطوير عدد من المستشعرات الطبية البلازمونية في العديد من المجالات، منها التنبؤ بسرطانات الدم المختلفة، وتلوث مياه الشرب والمراقبة البيئية، ومراقبة جودة الغذاء، وغيرها من التطبيقات.
وتحت عنوان "استخدام الضوء لعلاج الأمراض العقلية"، ألقت الدكتورة هالة أبو المكارم، المدرس بقسم الهندسة الطبية الحيوية بأكاديمية الشروق، محاضرة أشارت فيها إلى أن استخدام الضوء في علاج الأمراض العقلية، يُعد تقنية لعلاج اضطرابات الجهاز العصبي، وتعتمد على توجيه أشعة الليزر ذات الطاقة المنخفضة إلى مناطق معينة في الرأس، لتحفيز التمثيل الغذائي للخلايا وتحسين تدفق الدم، وهذه التقنية تساعد في علاج حالات، مثل السكتات الدماغية والزهايمر.
وفي محاضرتها التي حملت عنوان "تطبيقات الليزر الهندسية"، استعرضت الدكتورة زينب السيد، تطبيقات الليزر الهندسية باستخدام "بيو سنسور" يعتمد على "التيرا هيرتز" و"المينا ماتريال"، مما يساعد على التمييز بين الفيروسات المختلفة، مثل فيروس كورونا، والإيدز.
فيما ألقت الدكتورة أسماء أبوالسعود، طبيبة أسنان بالقصر العيني، محاضرة تحت عنوان "تقييم بواقي مادة المقاس في تحضير التركيبات باستخدام أطياف الفلورسنت"، مستعرضة بحثها عن استخدام أطياف الفلورسنت بالليزر لتقييم بواقي مادة القياس على سطح العاج.
وخلال محاضرته استعرض المهندس إبراهيم نبيل، مهندس كهرباء حيوية طبية بجامعة حلوان، تصميمًا لجهاز تصحيح إبصار، تم تصميمه وتنفيذه بنظام يعتمد على الليزر 266nm كبديل لليزر الحالي 193nm، وتم اختبار الجهاز وتجربته على عيون حيوانات وأثبت فاعلية وأداء أفضل في عمليات تصحيح الإبصار.
وفي ختام الورشة نقل المهندس الاستشاري مبروك عامر، رئيس شعبة الهندسة الكهربائية بالنقابة العامة للمهندسين، تحيات المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين للحضور، معربًا عن سعادته لوجوده وسط هذه الكوكبة من العلماء، متمنيًا عقد المزيد من ورش العمل بالنقابة عن الهندسة الطبية.
وبعد مناقشات، أوصت الورشة بعقد مؤتمرات وورش عمل عن الأجهزة الطبية في مصر والدول العربية واختلافها عن الدول الأخرى، وكذا في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.