على رصيف بوسط مدينة الفيوم، تفترش فتحية محي الدين عبدالحسيب، 63 عامًا، على وجهها علامات الكبر والشيخوخة والحزن لكنها راضية بقضاء الله، حيث توفى زوجها وولديها الشباب الإثنين بمرض السرطان، لتجد نفسها لا مأوى لها ولا مصدر رزق، تفترش الرصيف في فصل الشتاء لتبيع الذرة وتكسب جنيهات كمصدر رزق لها يُعينها على المعيشة، وفي فصل الصيف تبيع الترمس.
"راضية باللي ربنا كتبهولى ولادي راحوا وجوزي"، بتلك الكلمات بدأت بائعة الذرة حديثها لـ"الدستور" قائلة ببيع الذرة وده مصدر رزقي ولكن تعبت من قعدتي على الرصيف وانا مريضة وعندي مشاكل في رجلي، لكن ما باليد حيلة اسكن بالإيجار، وأعانى من حساسية مزمنة على الصدر والم في مفاصل رجلي، ورغم ذلك أحمل الجلوس أمام الفحم والخشب المشتعل، خلال شوى الذرة، لكى أحصل على نفقات يومي".
وأضافت بائعة الذرة أنها تبيع قطعة الذرة بخمسة جنيهات فقط، قائلة: "السعى على الرزق مش حرام ولا عيب الشغلانة دى مصدر رزقي وبدفع منها إيجار الشقة اللي ساكنة فيها".
واستكملت حديثها، زوجي حصله بتر في رجليه وأنا عندي 24 عام، وكان معايا 3 أبناء ولدين وبنت، ولكن الولدين ماتوا بسبب مرض السرطان، وبعدها زوجي مات بنفس المرض، وأصبحت لوحدى وبنتى متزوجة، بنزل من الحادية عشر صباحًا أجهز عدة الذرة والفحم وأحلس على الرصيف على البحر في وسط المدينة ابيع لحد الساعه 11 ليلًا، البضاعة بتاعتي يشتريها بالآحل من التاجر علشان اعرف اشتغل واصرف على نفسي.
تحلم فتحية بأن يتم توفير كشك لها لكى تبيع فيه ويرحمها من الجلوس على الرصيف في الشارع وبرد الشتاء، ولكى تكفى احتياجات يومها لكونها تسكن في منزل إيجار، وتدفع كل ما تكسبه من بيع الذرة تقريبا، فى أيجار مسكنها.