كشفت شركة "هيلسينج"، الشركة الدفاعية الأوروبية الناشئة المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، النقاب عن أولى مسيراتها الهجومية التي يمكن أن تعمل كـ"درع مضاد لأي هجوم"، مؤكدة أن بوسعها إنتاج عشرات الآلاف منها سنويًا بتكاليف تقل عن المنظومات المسيرة المنتجة حاليًا.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز"إن الشركة الدفاعية الناشئة تسعى لحشد طاقتها والاستفادة من تصاعد الطلب على الأسلحة ذاتية الحركة والمسيرة في ضوء تجربة الحرب الأوكرانية، مشيرة إلى أنها عرضت المسيرة الجديدة، على بريطانيا ودول أخرى حلفاء لـ"الناتو".
ولفتت "هيلسينج" إلى أن شركته بوسعها إنتاج عشرات الآلاف سنويًا من المسيرات الهجومية المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أطلق عليها (إتش إكس-2)، بتكلفة أقل من المسيرات الموجودة حاليًا، مستخدمة في تصنيعها تقنيات متطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد (3 دي).
ونقلت الصحيفة عن المؤسس المشارك لـ"هيليسينج"، جوندبيرت شيرف، قوله إن حلف الناتو "بحاجة ماسة لتكنولوجيا قادرة على حماية وحدة جناحه الشرقي"، في إشارة إلى أعضاء الحلف العسكري في شرق ووسط أوروبا، مبينا أن المسيرة الهجومية (إتش إكس-2) ستكون قادرة على العمل كـ"درع مضاد للغزو" للتصدي لقوات العدو على الأرض.
وأبرزت الحرب الأوكرانية مدى التحول في الحرب الحديثة من استخدام العتاد التقليدي مثل الدبابات والمدافع والذخائر، إلى تسليحات مزودة بتقنيات مبرمجة، ولاسيما نوعيات المركبات والقذائف المسيرة ذاتية الحركة، بما يمكن القوات من التفوق بتكتيكات أكثر دهاء وحيلة.
وقالت شركة "هيلسينج" إن مسيرتها الهجومية (إتش إكس-2)، قادرة على الطيران لأزيد من 100 كيلومتر، وستجهز ببرمجيات تمكنها من البحث عن الأهداف، وإعادة تعريفها، والاشتباك معها دون أن يصدر من إشارات أو صدور بيانات متواصلة.
وسيتمكن العنصر البشري من الاحتفاظ بسيطرته عليها في كل الأوقات.
تأسست شركة "هيلسينج" في عام 2012، وقدرت قيمتها في آخر جولات تمويلها في الصيف الماضي بنحو 4.95 مليار يورو، ويتولى قيادتها شركة "جنرال كاتاليست"، ومعها شركاء رأسماليين هما شركتا "أكسيل"، و"لايتسبيد فينتشر بارتنرز".
وتعهدت الشركة بإقامة منشأة تصنيع خاصة بها في المملكة المتحدة كجزء من استثمارات قدرها 350 مليون جنيه إسترليني تضخها في بريطانيا على مدار السنوات الخمس المقبلة.
تأمل"هيلسينج" في أن تصبح أحد اللاعبين الدفاعيين الفائزين من مراجعة الحكومة البريطانية لاستراتيجية الدفاع والتخطيط لاستراتيجية تصنيع دفاعي جديدة، والتي تستهدف إدخال عتاد من الشركات التكنولوجية علاوة على إنتاج عمالقة الصناعات الدفاعية التقليديين.
ووقعت شركة هيلسينج فعليًا اتفاقات شراكة مع بعض متعاقدي الدفاع الأوروبيين البارزين، منها شركتي "راينميتال" الألمانية و"ساب" السويدية، لدمج قدرات الذكاء الاصطناعي على منصات أسلحة وعتاد موجودة مثل الطائرات المقاتلة. كما تعمل الشركة الناشئة مع شركة تصنيع الطائرات الأوروبية "إيرباص" لتزويدها بتكنولوجيات الذكاء الصناعي لتثبيتها على منظومات الطيران التقليدية التي يقودها البشر والمسيرة بدون طيار.