أكد طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية الدولية أن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إيران بشأن تسريع برنامجها النووي تهدف إلى الدفع نحو المفاوضات، وليس التصعيد العسكري.
وقال فهمي، لـ"الدستور": "هناك رأيان مختلفان حول هذا الموضوع، كما ان الرأي الأمريكي والإسرائيلي يرى أن الاحتلال تسعى لتسريع الوصول إلى مرحلة 'العتبة النووية'، مما قد يؤدي إلى مرحلة حاسمة في التسوية القادمة.
بينما يرى البعض الآخر أن الهدف من هذه الخطوة هو الضغط على الإدارة الأمريكية للدخول في مفاوضات، خاصة بعد أن ألغى الرئيس ترامب الاتفاق النووي."
الضغط على الادارة الامريكية الحالية
وأضاف فهمي:"في تقديري، هذه الخطوة ترتبط بالضغط على الإدارة الأمريكية الحالية لدفعها نحو التفاوض وعدم الاستمرار في سياسة التصعيد. هذا يأتي في وقت تراجع فيه الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي، وقد يكون الحل الأمثل هو العودة إلى الترويكا الثلاثية، والتي تشمل الولايات المتحدة وأوروبا وإيران."
وأشار فهمي إلى أن إيران قد تكون تسعى أيضًا إلى إرسال رسائل سياسية واستراتيجية للجانب الأمريكي، إضافة إلى الضغط على الأطراف الأوروبية لتسريع عملية التفاوض بدلاً من التصعيد.
وقال: "هدف إيران مزدوج؛ الأول هو التأكيد على قوتها وقدرتها على التعامل مع الوضع الحالي، والثاني هو الوصول إلى العتبة النووية لتغيير شروط التفاوض، ما يتيح لها التفاوض على أرضية أقوى".
وتابع "المفاعلات النووية الإيرانية، مثل ناتانز وبوشهر وأصفهان، دخلت مراحل متقدمة من التخصيب، وهناك تقارير دولية تؤكد ذلك التقارير الإسرائيلية أيضًا تشير إلى أن إيران قد وصلت بالفعل إلى العتبة النووية، وهو ما يعني أن المسألة قد تكون قد حُسمت."
واختتم فهمي تصريحاته:"إيران تمتلك الخبرة والقدرة على التفاوض، وهي لا ترغب في الدخول في حسابات معقدة مع إدارة ترامب التي تتبع سياسة 'صفرية' في التعامل. لذلك، تسريع البرنامج النووي والوصول إلى العتبة النووية يمثل وسيلة لإيران للتأكيد على قدرتها الردعية، مع تجنب أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد المواجهات تحت أي مسمى."