فى قلب حارة عزبة عثمان بشبرا الخيمة، كان ذلك الحى هادئاً حتى هزت أركانه جريمة بشعة، حادثة حولت قصة صداقة إلى مأساة ممزوجة بالدماء، بعدما تدخل الشيطان بين صديقى العمر، فيتحول أحدهما لقاتل والآخر لمقتول.
حيث انتهت حياة شاب فى ريعان الشباب بطعنة غادرة فى رقبته من صديقه، بسبب خلاف مادى تافه.
كان "م" و"أ" صديقان لا يفترقان، يمضيان وقتهما معًا فى الشارع، يتشاركان الضحك والأحلام، ولكن، كما يحدث فى كثير من الأحيان، حيث تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن، فتسللت الشكوك والخلافات إلى علاقتهما، عكر صفو تلك الصداقة التى نشأت منذ سنوات، وخاصة بعد نشوب خلاف مالى بينهما.
اليوم المشؤوم
فى يوم مشؤوم، تصاعد الخلاف بين الصديقين إلى حد لم يكن يتوقعه أحد، خلال مشادة كلامية حادة، أخرج "أ" سكينًا ووجه طعنة قاتلة إلى صديقه "م" فى رقبته، انهار "م" على الأرض غارقًا فى دمائه، بينما فر الجانى هارباً، بكل خسه ونداله، ولم يستيقظ ضميره ولو للحظه، تاركًا وراءه صديقه يصارع الموت.
كشف الجريمة
تم نقل المجنى عليه إلى المستشفى ولكن، على الرغم من محاولات الأطباء لإنقاذ حياته إلا أنه فارق الحياة متأثراً بإصابته.
بداية الواقعة كما دونتها سجلات الأجهزة الأمنية كانت بتلقى اللواء عبد الفتاح القصاص مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، إخطارًا من اللواء محمد السيد مدير إدارة المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من مستشفى معهد ناصر بوصول شاب يدعى"م ع" ١٩ سنة عاطل ومقيم بعزبة عثمان دائرة القسم، بجرح نافذ بالرقبة، أدى لوفاته.
على الفور؛ انتقل ضباط مباحث القسم لمكان الواقعة، وبالفحص تبين وجود خلاف على مبلغ مالى بين المجنى عليه وصديقه يدعى "أ ي" ١٩ سنة عاطل ومقيم دائرة القسم، قام على إثرها بطعنه بالرقبة بسلاح أبيض مطواه، وفر هاربا.
وعقب تقنين الإجراءات، تمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم والسلاح الأبيض المستخدم فى الواقعة، وبمواجهته أقر بارتكاب تلك الواقعة، وحرر المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق، والتى أمرت بحبس المتهم ٤ أيام مع مراعاة التجديد له فى الميعاد.