يندهش الكثير من الأفراد حينما ينم إلى علمهم أن فصل الشتاء يتسبب في زيادة الأمراض النفسية لدى بعض المواطنين، حيث ينتشر عددًا من الأمراض النفسية التي ترتبط بفصل الشتاء، وذلك نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس وتأثير ذلك بالسلب على بعض الهرمونات والتي تؤدي إلى تقلبات مزاجية وتؤثر بالسلب في حياة الفرد ومن ثم على المجتمع.
الأمراض النفسية التي تنتشر في فصل الشتاء
هناك العديد من الأمراض النفسية التي تنتشر في فصل الشتاء على رأسها مرض الاكتئاب الموسمي (اكتئاب الشتاء) الذي يحمل الكثير من المخاطر إذا لم يتم معالجته مبكرًا، وفي هذا السياق تحدث الدستور مع الدكتور عبدالرحمن حمدي، ممارس نفسي عام فيLMU Klinikum بميونخ في ألمانيا، حيث قال أن الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان في فصل الشتاء عديدة من أبرزها مرض الاكتئاب الموسمي (الاضطراب العاطفي الموسمي) أو اكتئاب الشتاء وهو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في فصل الشتاء، فهو يصيب بعض الأشخاص مع تغير الفصول، خاصةً في فصلي الخريف والشتاء، هذا بالإضافة إلى مرض القلق الموسمي الذي يتزايد فيه شعور القلق لدى بعض الأشخاص في فصل الشتاء، ويعود ذلك لأسباب مختلفة مثل قلة النشاط الخارجي وزيادة العزلة الاجتماعية، فضلًا عن مرض الأرق الموسمي الذي يصيب البعض نظرًا لقلة التعرض لأشعة الشمس ويصاحبه اضطراب في النوم حيث يقل مستوى هرمون السيروتونين المسؤول عن تنظيم النوم والمزاج.
أعراض مرض اكتئاب الشتاء (الاكتئاب الموسمي)
أضاف الدكتور عبدالرحمن حمدي أن مرض اكتئاب الشتاء (الاكتئاب الموسمي) يتميز بأعراض واضحة تظهر بشكل موسمي مع بداية الخريف أو الشتاء وتخفف تدريجيًا مع قدوم الربيع من بينها التغيرات المزاجية وتغيرات الوزن والشهية ونقص الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية أو الاختلاط الاجتماعي؛ وكذلك حدوث تغييرات في النوم كالنوم المفرط؛ وصعوبة التركيز، مشيرًا إلى أن مخاطر اكتئاب الشتاء تكمن في تفاقم أعراضه إلى الحد الذي يبدأ فيه المريض بالتفكير في الانتحار؛ وزيادة العزلة؛ وتدهور العلاقات الشخصية والمهنية، مشددًا على ضرورة اللجوء للطبيب إذا استمرت أعراض اكتئاب الشتاء أو الأمراض النفسية الموسمية الأخرى لأكثر من أسبوعين دون تحسن؛ أو أثرت الأعراض بشكل كبير على حياة الفرد اليومية أو قدرته على العمل؛ أو ظهرت أفكار انتحارية أو شعور بعدم الرغبة في الحياة.
طرق علاج أمراض الشتاء النفسية
أكد الطبيب النفسي بمستشفى جامعة ميونج في ألمانيا أن طرق علاج أمراض الشتاء النفسية عديدة تشتمل على العلاج بالضوء لتحسين المزاج؛ والعلاج الدوائي كمضادات الاكتئاب خاصةً في الحالات الشديدة؛ والعلاج النفسي كالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي أثبت فعالية في مساعدة المرضى على التعامل مع أفكارهم السلبية وتغييرها؛ وأيضًا النشاط البدني كممارسة التمارين الرياضية بانتظام لرفع مستوى الطاقة وتحفيز إفراز الإندورفين، موضحًا أن مخاطر الأمراض النفسية الشتوية قد تتسبب في زيادة مخاطر الأمراض الجسدية نتيجة قلة النشاط وزيادة الوزن، كما أنها يمكن أن تؤثر على جودة النوم وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
طرق الوقاية من الأمراض النفسية الشتوية
وعن طرق الوقاية من الأمراض النفسية الشتوية، فأشار الدكتور عبدالرحمن حمدي إلى ضرورة التعرض لضوء الشمس والخروج في النهار؛ وكذلك ممارسة التمارين الرياضية يوميًا؛ وأيضًا تنظيم النوم؛ وتعزيز التواصل الاجتماعي؛ واتباع نظام غذائي صحي والحد من السكريات والدهون الزائدة؛ واستخدام العلاج بالضوء في حالة عدم التعرض الكافي للشمس من خلال استخدام صندوق الضوء لتحسين المزاج، منوهًا إلا أن فيتامين د يلعب دورًا هامًا في علاج الاكتئاب الموسمي والأمراض النفسية الشتوية.
كشف الدكتور عبدالرحمن حمدي للدستور أيضًا أن لفيتامين د دورًا هامًا في جودة النوم حيث أنه يعمل على تنظيم دورة النوم مما يؤثر بشكل غير مباشر على الحالة النفسية، كما أن نقص فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في النوم أو النوم المفرط، وهو أحد الأعراض الشائعة في الاكتئاب الموسمي.