أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، إصابة أربعة أشخاص، بينهم طفل في السابعة من عمره، جراء هجمات شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في جنوب البلاد.
وأكدت الوزارة أن ثلاثة من المصابين تعرضوا للهجوم خلال استهداف سيارة في قرية مجدل زون، فيما أصيب آخر في غارة على قرية البيسارية الواقعة بالقرب من مدينة صيدا.
يأتي هذا التصعيد في وقت يُفترض أن تسري فيه الهدنة بين إسرائيل وحزب الله، التي وُقّعت مؤخرًا بهدف إنهاء المواجهات المستمرة منذ أكثر من عام.
إسرائيل تزعم الرد على انتهاكات وقف إطلاق النار
من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلي أن عملياته في جنوب لبنان جاءت ردًا على انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته استهدفت مركبة في جنوب لبنان كانت محملة بأسلحة آر بي جي وذخائر وصناديق معدات عسكرية، مشيرًا إلى أن الطائرات الحربية شنت غارات على منشأة تابعة لحزب الله في منطقة صيدا تضم قاذفات صواريخ.
وأضاف المتحدث: "القوات الإسرائيلية تواصل العمل لمنع أي تهديدات تنتهك تفاهمات وقف إطلاق النار وسترد على أي نشاط إرهابي في المنطقة".
تصعيد عسكري في عمق لبنان
لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية عند استهداف المناطق الحدودية، بل شملت غارات جوية في عمق لبنان.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت آلية عسكرية داخل بنية تحتية لإنتاج الصواريخ تابعة لحزب الله، فيما زعم المتحدث باسم الجيش أن قواته عثرت على أسلحة بينها قنابل يدوية ومسدسات خلال عملياتها.
تُظهر الهجمات الأخيرة هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
وأدت التطورات إلى نزوح عدد من العائلات من المناطق الجنوبية بحثًا عن الأمان، في ظل قلق متزايد من انهيار الهدنة وعودة العنف.
كما حذرت منظمات حقوقية من تصاعد التداعيات الإنسانية إذا استمر التصعيد، خاصة في ظل تقارير تفيد باستخدام أسلحة ثقيلة في المناطق المدنية.
تبادل الاتهامات بين الطرفين
رغم سريان الهدنة، تتبادل إسرائيل وحزب الله الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
بينما تدعي إسرائيل أن حزب الله يواصل تجهيزاته العسكرية في المنطقة الحدودية، يتهم الحزب إسرائيل بمحاولة فرض واقع عسكري جديد عبر تصعيد مستمر يهدد استقرار المنطقة.
وتشير مصادر مقربة من حزب الله إلى أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف ضرب معنويات سكان الجنوب وإضعاف قدرة المقاومة على الردع.
اتفاق هش في اختبار التصعيد
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، الأربعاء الماضي، بعد عام من القتال الذي أودى بحياة المئات.
ينص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مقابل عودة القوات الإسرائيلية إلى الجانب الآخر من الحدود.
لكن الهجمات المتبادلة تشير إلى أن الطرفين لم يلتزما بشكل كامل ببنود الاتفاق، مما يهدد بفشل الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان.
تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة
دعت الأمم المتحدة والأطراف الدولية كلا الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق ووقف التصعيد العسكري.
وأكدت الأمم المتحدة في بيان لها أن استقرار الجنوب اللبناني أمر ضروري لمنع تفاقم الأزمة، محذرة من أن استمرار الهجمات سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.