لم يكن في جيبه سوى 10 جنيهات فقط، خرج "عم خالد" الذي ينتمى لعرب قرية الحاجر مركز إدفو شمال أسوان، ليسعى وراء رزقه في توصيل الأهالي بالتوك توك للحصول على الرزق الحلال، وبعد توصيله أحد الأشخاص لاحظ تواجد كيس أبيض وبمعاينته وجده يحتوي على مبلغ مالي كبير قدره حوالى 100 ألف جنيه.
ورغم تعسره المادي نظرًا لسداد أقساط القرض الحسن المقترض من أحد البنوك بجانب زوجته التي سوف تضع مولد جديد خلال يومين، إلا أن خوفه من رب العباد وأمانته الشديدة وضميره اليقظ، ورغبته في تربية أبنائه من رزق حلال جعلته لم يهدأ له بال حتى أعاد الأموال إلى صاحبها.
قصة عثور سائق توكتوك على 100 ألف جنيه وإعادته لصاحبه
"الدستور" ترصد القصة الكاملة لعثور سائق توك توك بقرية الحاجر بمركز إدفو شمال أسوان على مبلغ مالي قدره حوالي 100 ألف جنيه وإعادتها لصاحبها مرة أخرى:
"أنا كنت نازل من بيتى بالتوكتوك مش معايا غير 10 جنيه.. ركب معايا شابين على طريق الرمادي نزلوا شارع المركز ونسيوا يدوني الأجرة ندهت على واحد فيهم قولتله نسيتوا تدفعوا الأجرة بس لو مفيش خلاص والله وأخدت منه الـ10 جنيه الأجرة بتاعتي ومشيت"، هكذا بدأ حديثه عم خالد إبراهيم معوض، سائق التوكتوك الأمين، سرد حكايته.
وأضاف أنه أثناء سيره بشارع المحطة توقف نظرًا لأنه لاحظ وجود كيس لونه أبيض موجود في الكرسى الخلفي للتوك توك وعند معاينته وجد فيه مبلغ مالى كبير جدًا فاحتفظ به دون أن يعرف قيمته، مشيرًا إلى أنه تواصل مع شقيقه على الهاتف المحمول وأخبره بما حدث معه وبعدها توجه للاحتفاظ بهذه الأموال برفقه شقيقه لخطورة العمل بهذا المبلغ لأنه يعمل بطريق الجبل.
وأوضح أنه لم يكن سعيد ابدًا بعثوره على هذا المبلغ والذي بلغ تحديدًا 97 ألف جنبه، وبرغم أن حالته المادية متعثرة للغاية وزوجته سوف تضع مولودًا جديدًا خلال يومين، لكن كل هذا لم يشغل باله مطلقًا وكان تفكيره فقط عودة الأموال لصاحبها مرة أخرى، قائلًا: "ولا كأني لقيت حاجة أصلاً أنا عيالي أربيهم على الحلال اللي بيزرع خير بيحصد خير".
وتابع لـ"الدستور" أنه يعرف قيمة الأمانة جيدًا، لذلك ظل يبحث عن أصحابها 3 أيام متواصلة يتوجه فيها إلى نفس الشوارع التي توجه فيها أثناء توصيلهم ولم يجدهم أبدًا، حتي أنه تابع مجموعة التواصل الإجتماعي لأبناء مركز إدفو حتى يعثر على صحابها ولكن هذه المحاولة ايضًا لم تنجح.
وتابع حديثه قائلًا: "بنام واصحى ادعى لربنا وأقول ألاقى الناس أصحاب الفلوس لأن دى أمانة والأمانة تقيلة".
وحول إعادة الأموال لصاحبها مرة آخرى، لفت عم خالد إلى أن بعد 3 أيام من احتفاظه بالأمانه كان هناك بعض الناس عند سؤال أصحاب الأموال عليه عند أماكن التكاتك ووصفهم للتوكتوك الذى كان يستقلونه والسائق كان هناك من لديهم شك أنه هو الشخص الذى يبحثوا عنه.
واستكمل أنهم توصلوا معه مباشرة وعند سؤاله عن عثوره على أموال فى التوكتوك الخاص به أثناء توصيله لشابين اجابهم مباشرة نعم وأنه ينتظر صاحبها يتواصل معه وعند إخباره بتفاصيل الأمانة وتأكده منه سيعيدها إليه مرة أخرى وبالفعل هذا ما فعله وبمجرد التأكد من أن الذي تواصل معه هو صاحب الأموال بعد قوله للمبلغ والحالة التي تركه عليها أعادها له مباشرة.
واختتم حديثه لـ"الدستور" قائلًا: "بعد ما رجعتها عرفت أن صاحبها كان هيتفصل من عمله مش هو اللى سعيد إني رجعتله الفلوس لا أنا اللي سعيد إني رجعت الفلوس والأمانة رجعت لأصحابها أنا عدت للحياة مرة أخرى لأني أنقذت مستقبل بني أدم وأسرته وبنام مرتاح دلوقتى".