الصين تتبنى استراتيجيات جديدة للحد من انبعاثاتها الكربونية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن نصف الخبراء الذين شاركوا فى استطلاع رأي أجرته مؤسسة فكرية متخصصة فى قضايا المناخ، يعتقدون أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فى الصين قد وصلت إلى ذروتها أو ستصل إليها بحلول عام ٢٠٢٥، ما يعكس تفاؤلًا متزايدًا بشأن التحول الأخضر فى البلاد فى وقت يُتوقع منها فيه أن تقود الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

ووفقًا لتقرير نشره "مركز البحث فى الطاقة والهواء النظيف (CREA)"، يرى ٤٤٪ من الخبراء الأكاديميين والصناعيين أن انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى الصين ستصل إلى ذروتها بحلول عام ٢٠٢٥ على أقصى تقدير، فى زيادة ملحوظة عن ٢١٪ فقط من الخبراء الذين شاركوا فى استطلاع العام الماضي.

فيما يتعلق بتقليص اعتماد الصين على الفحم، أظهر الاستطلاع زيادة فى التفاؤل، حيث أشار ٣٦٪ من الخبراء إلى أن استهلاك الفحم فى الصين قد بلغ ذروته بالفعل، مقارنة بـ ٢٠٪ فى العام الماضي.

الأهداف الرسمية للصين تشمل بلوغ ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام ٢٠٣٠ وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام ٢٠٦٠. وقد تعهدت الحكومة الصينية بـ"التحكم الصارم" فى استخدام الفحم ضمن "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" التى تمتد حتى عام ٢٠٢٥.

من جانبه، قال وانغ شياوجون، مؤسس "شعوب آسيا من أجل حلول المناخ"، إن الصين تخطط بالفعل لتقليل استهلاك الفحم بعد عام ٢٠٢٦، لكن هذا يتطلب تسريعًا جذريًا إذا كانت البلاد ترغب فى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول ٢٠٦٠.

فى المقابل، أشار وانغ إلى أن المخاوف بشأن أمن الطاقة، والتى تفاقمت بعد انقطاع التيار الكهربائى فى بعض المناطق الصينية فى عامى ٢٠٢١ و٢٠٢٢، جعلت البلاد تتجنب الحديث عن التخلي التدريجي عن الفحم.

رغم ذلك، يرى خبراء الطاقة أن تنويع مصادر الطاقة وتحسين بنية الطاقة المتجددة يمكن أن يشكلا وسيلتين فعّالتين لضمان أمن الطاقة دون الحاجة للاعتماد على محطات توليد الكهرباء بالفحم الاحتياطية.

وتستمر الصين فى ريادتها العالمية فى الاستثمار فى الطاقة النظيفة، حيث أظهرت تحليلات سابقة للمحلل لورى ميليفيرتا من CREA أن الطاقة النظيفة ساهمت فى تحفيز الاقتصاد الصينى بمبلغ قياسى بلغ ١١.٤ تريليون يوان (١٥٤.٤ مليار جنيه إسترليني) العام الماضي، مما جعلها المحرك الأكبر لنمو الناتج المحلى الإجمالي.

فى السنوات الأخيرة، ركزت الصين على إعادة بناء اقتصادها بعد جائحة كوفيد من خلال التحول نحو الصناعات الخضراء والتقنية العالية.

وتم وصف هذه الصناعات بـ "الثلاثى الجديد"، الذى يشمل الألواح الشمسية، السيارات الكهربائية، والبطاريات، والتى اجتذبت استثمارات ضخمة.

فى هذا السياق؛ أشار شى شونبينغ، أحد مؤلفى تقرير CREA، إلى أن صناعات الطاقة النظيفة أصبحت محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادى فى الصين، مضيفًا أن الفوائد من هذه الصناعات أصبحت أكثر وضوحًا مع استمرار التحول.

من جهة أخرى، ركز المحللون على ما إذا كانت الصين ستتمكن من تقليل كثافة الكربون فى اقتصادها، أى تقليص كمية ثانى أكسيد الكربون المنبعث لإنتاج وحدة من الكهرباء. وأكد ميليفيرتا أن الصين بحاجة إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة أو توجيه التنمية الاقتصادية نحو مسار أقل استهلاكًا للطاقة لتحقيق توافق مع أهداف اتفاقية باريس.

ونظرًا لأن الصين مسئولة عن ٩٠٪ من نمو انبعاثات ثانى أكسيد الكربون منذ عام ٢٠١٥، فإن خططها ستكون حاسمة فى تشكيل مستقبل الانتقال العالمي.

ومع ذلك، أشار أندرس هوف، الباحث فى "معهد أكسفورد لدراسات الطاقة"، إلى أن الصين تتسم بالحذر فى تحديد الأهداف المناخية. وأضاف أنه من غير المرجح أن تلتزم الصين بتحديد أهداف طموحة للانبعاثات تتجاوز السياسات الحالية.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أحمد محسن: جولة رئيس الوزراء في مستشفيات القاهرة والجيزة كشفت الطفرة الكبرى في قطاع الصحة
التالى السفير الإيراني لدى دمشق: الهجوم الإرهابي في شمال سوريا يرتبط بخسائر إسرائيل في لبنان