قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن النازحين اللبنانيين العائدين إلى جنوب لبنان لم يجدوا إلا "أرضًا محروقة"، وذلك بعد عام وأكثر من الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن آلاف الأشخاص تدفقوا إلى النبطية وأجزاء أخرى من جنوب لبنان، معقل حزب الله وخط المواجهة في القتال الذي كان مهجورًا إلى حد كبير، وذلك بمجرد دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ، لكن ما وجدوه كان دربًا مروعًا من الدمار فقد محيت أحياء بأكملها ودُمرت البنية التحتية للمياه والكهرباء كما تضررت المستشفيات وتحولت المساجد والكنائس إلى أنقاض، فضلا عن تدمير الأسواق التاريخية بينما امتلأت المقابر بالضحايا.
الاحتلال يحول جنوب لبنان إلى أنقاض
وتابعت: "لم تبق قرية واحدة دون أن يمسها أحد، ما يكشف عن نطاق معاناة المدنيين التي تجاوزت الحروب السابقة مع إسرائيل".
ورصدت الصحيفة مشاهد كارثية من جنوب لبنان، خاصة مدينتي صور والنبطية الجنوبيتين، موضحة أن الضربات الجوية الإسرائيلية تركت وراءها خسائر مدمرة.
وقالت مها إبراهيم الصاوي من سكان مدينة صور القديمة للصحيفة: "كنت أعلم أن الأمور سيئة، لكنني لم أدرك أن تكون بهذا الحجم"، مشيرة إلى أن مبنى شقتها المكون من ثلاثة طوابق والسوبر ماركت الذي تملكه عائلتها سوي بالأرض بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية.
وتابعت: "قصفوا هذا الحي بأكمله لتلقيننا درسًا، فهذه منطقة سكنية لا يوجد بها سوى منازل قديمة ولا شيء عسكريا بها لحزب الله أو غيره، فقد دمرت إسرائيل حياة أجيال قادمة".
8.5 مليار دولا تكلفة إعادة إعمار لبنان
ووفق وزارة الصحة اللبنانية قُتل حوالي 4000 شخص، ونزح أكثر من مليون شخص جراء الحرب، فيما قالت الأمم المتحدة إن أنماط الدمار في لبنان تشبه الموجودة في غزة.
وقالت الحكومة اللبنانية إن ما لا يقل عن 10% من المباني في جنوب لبنان دمرت وهي نسبة أكبر كثيرًا من تلك التي لحقت بها في الحرب السابقة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وفي تقييم أولي، قدر البنك الدولي تكلفة الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الصراع بنحو 8.5 مليار دولار.
وأكدت الصحيفة أن الأضرار التي لحقت بالمناطق المدنية والبنية الأساسية كانت هائلة، حيث اتهم المسئولون اللبنانيون إسرائيل بشن حملة "الأرض المحروقة" في الأيام الأخيرة من الحرب لإحداث أضرار "منهجية" مستمرة، فيما انقطعت الكهرباء والمياه عن معظم المناطق في الجنوب، الأمر الذي خلق عقبات فورية أمام العائدين.