كشفت لجنة التحقيق الإسرائيلية المدنية، أن هناك 120 شهادة على الأقل تثبت فشل إسرائيل في أحداث 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) العام الماضي.
وأشارت اللجنة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية عما حدث، داعية إلى تشكيل لجنة حكومية للتحقيق.
نتنياهو قاد إسرائيل لأكبر كارثة في تاريخها
قالت اللجنة التحقيق في بيان لها، "إن ما توصلنا إليه يشير بوضوح أن نتنياهو قادنا إلى أكبر كارثة في تاريخ بلادنا، وأن الأجهزة الأمنية لم تتعامل بجدية تجاه بوادر ما حدث في 7 أكتوبر"، مؤكدة أن هناك فشل استخباراتي كبير للغاية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن التحقيقات التي نشرت اليوم أو حتى التصريحات للكثيرين من كافة المستويات في داخل إسرائيل سواء كانت عسكرية أو سياسية أو أمنية أو حتى صحفية أشارت بما لا يدع مجال للشك أن عملية السابع من أكتوبر، كشفت إسرائيل عارية من أي قوة عسكرية أو أمنية على مدار نصف يوم تقريبًا، حيث تمكن مقاتلي حماس من تنفيذ مخططاتهم بشكل كامل والعودة إلى غزة دون أن تستطيع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أن تفهم ماذا يحصل وأين وكيف.
وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن عملية السابع من أكتوبر، شكلت ضربة قوية لإسرائيل لن تفيق منها بسهولة حتى ولو تحاول مسح العملية من الذاكرة الفلسطينية من خلال استبدال السابع من أكتوبر بما تلاه من أيام ساحقة للإنسان الفلسطيني في غزة من خلال جريمة إبادة جماعية علنية لم ترى البشرية مثلها قط في القرن الواحد والعشرين.
نتنياهو جعل الصهيونية عنوان مرادف للإجرام والإرهاب
وأكد أبو لحية أن تحميل نتنياهو فشل السابع من أكتوبر يعود لسياساته الخاطئة تجاه القضية الفلسطينية وسوء تعامله مع الوضع الفلسطيني وذلك من خلال سلوكه الاستعلائي العنجهي والذي كان يوهم الإسرائيليين أنه الوحيد القادر على حماية إسرائيل من خطر الفلسطينيين وأنه يفعل ذلك بتكلفة متدنية مادية ودون أي ثمن سياسي، هذه السياسة الفاشلة لنتنياهو قد أودت بإسرائيل إلى أسوء مكان يمكن أن تصل إليه دولة أو جماعة، حيث باتت الإبادة الجماعية لصيقة بإسرائيل في كل العالم وباتت الصهيونية عنوان مرادف للإجرام والارهاب وبات في كل العالم هناك من يقف ضد سياسة إسرائيل المناهضة للقانون الدولي والمتنكرة لحقوق الإنسان وحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية وفي مقدمتها حق تقرير المصير وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
وأكد أبو لحية أن فشل نتنياهو لم يقف عند حدود السابع من أكتوبر، بل ما زال ممتد من خلال سياسته الخاطئة التي تفضل مصلحته الشخصية والضيقة على مصلحة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي الذي بات في حالة تفكك كبير ولا يخفى ذلك على أحد.
وشدد أبو لحية على أن نتنياهو لن يذهب نحو اتفاق في غزة، لأنه باختصار لا يرغب في أن يعرض نفسه لخطر الزج به إلى السجن في اليوم التالي من وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي الحراك القانوني داخل إسرائيل لإسقاط نتنياهو قد يكون هو السبب في إسقاط حكومته والذهاب به إلى السجن وتحميله المسؤولية الكاملة عن ما جرى في السابع من أكتوبر.