سيدتي، طيب هو مقام منبر ادم وحواء عبر موقع النهار أونلاين الذي إحتضن قلبي المنكسر فأنا والله إنسانة مجروحة الوجدان بعد أن تحولت أحلامي الوردية إلى جحيم لا يطاق.
أطرح عليك اليوم مشكلتي وكلي أمل أن أجد على يديك حلا يريحني مما أنا فيه، حيث أن حياتي الزوجية قد تنتهي بسبب بعض الشروط التي وضعها لي زوجي والتي لا يمكن للعقل تقبلها والإنسياق وراءها.
سيدتي متزوجة أنا منذ سنوات ليست بالبعيدة، وام لطفلين موظفة أنا وأحسن رعاية بيتي وأولادي لوحدي كون زوجي شخص غير مسؤول.
كما أن زواجي منه تمّ بعد قصة حب عنيفة لكنني تفاجأت بعد الإرتباط بأن زوجي دمية تسيرها أمه وأبوه. فهو يذعن لكل ما يمليانه عليه ويحرضانه ضدّي.
ولم أسلم حتى من إستفزاز إخوته حتى من هم أصغر مني والذين لا يتوانون عن التعامل معي بوقاحة.
لا أخفيك سيدتي أنني تعرضت كذا مرة للضرب والتعنيف من زوجي. كما أن أهلي وبعد أن وقفوا إلى جانبي باتوا يلومونني عن سوء إختياري.
وكأي أنثى لا تريد خراب بيتها وجدت نفسي أرفض الطلاق حتى لا ألحق بأبنائي الأذى.
إلا أنني تفاجأت ببعض الشروط التي أملاها عليّ زوجي والذي أخبرني أنني وبها لن أتعرض لأي مضايقة منه. ولا حتّى تعتير من ممارساته التعسفية تجاهي.
والتي تصب في مجملها على ضرورة الخضوع والطاعة لوالديه حتى لو أخطأ في حقي وحتى لو كانت طلباتهم غير مواتية ومناسبة لي.
كما أنه عليّ أيضا أن أخدمهم بالرغم من أنهم في حالة صحية جيدة ولا يحتاجون يد المساعدة مني.
أمور لا تروق لي ولا يمكنني إتباعها بالنظر مع مسؤولياتي ونمط عيشي.
فماذا عساي أقوله وماذا عليّ التصرف به في هذا الحال، فأنا على حافة الإنهيار ولست أجد السبيل للخروج من هذه المحنة.
أختكم س.ليندة من منطقة القبائل.
الرد:
بنيتي، هوني عليك ولا تحملي قلبك ما لا طاقة لك به، أدرك تماما حجم ما تعانيه لكنني أريد من خلال ردّي أن أمنع عنك الأذى والغبن.
صحيح أن ما أنت فيه نتيجة إختيارك، لكنني أظنّ أن الطرف الثاني المتمثل في الزوج يتحمّل المسؤولية فيما يحدث.
حيث أنه كان عليه منذ البدء أن يشير عليك بما يريده منك كشروط قبل الزواج.
لأنني أحسّ أنه كمن صدمك بمجموعة من القوانين واللوائح التي وجدت بمقتضاها حياتك الزوجية ومسؤولياتك في مهب الريح.
أعلم جيدا أنك في حالة نفسية سيئة، كما أن الحلول المتاحة لا تسرّك ولا تخدمك، خاصة مع رفض والديك مسألة التدخل في حياتك ورميهم المسؤولية بكاملها عليك.
لكن هناك من الحيل والأفكار ما يغنيك عن المشاكل، بحيث أنه عليك على الأقل تهدئة الوضع. من خلال قبولك ببعض مات يمليه عليه زوجك من أمور تتعلق بخدمة أهله وخاصة والديه. على أن يضمن لك على الأقل هو من جهته الإحترام أمامهم وأمام إخوته.
كذلك، عليك أن تحتسبي كل ما ستقومين به إنقاذ لحياتك وحياة أولادك، والله لن يضيّع أجرك أبدا.
صدقيني بنيتي، فمع إبدائك بعض الخنوع العقلاني، ستتمكنين من إمتصاص رعونة زوجك وأهله، وسينسون بمرور الوقت أمرك.
فلا تضعي نفسك في مواقف نوعا ما مؤذية، لأن الطلاق في النهاية أمر صعب للغاية. فهو بمثابة خروجك من الباب الخلفي لإنسان تخلّى عنك عوض أن يأخذ بيدك.
كان الله في عونك، وسدّل خطاك إلى ما فيه كل الخير.
ردت: س.بوزيدي.