أكد خالد المعلم أمين الاعلام بحزب الاتحاد اللبناني، أن التطورات الأخيرة في جنوب لبنان، وخاصة تعثر الحملة البرية للاحتلال الإسرائيلي، كانت نقطة تحول فارقة، موضحًا أن المقاومة اللبنانية نجحت في فرض معادلات جديدة، سواء على مستوى الميدان العسكري أو في مسار التفاوض السياسي، بفضل صلابة إرادة مقاتليها وتماسك بيئتها الحاضنة.
وأشار “المعلم” إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، الذي راهن على القضاء على قدرات حزب الله من خلال التصعيد الميداني، فوجئ بقدرة المقاومة على مواصلة إطلاق الصواريخ بكثافة واستمرار العمليات النوعية التي حالت دون تحقيق العدو لأي مكاسب استراتيجية ذات قيمة.
وأضاف: "كل الضغوط العسكرية التي مارسها الاحتلال لم تنجح في تركيع المقاومة، بل زادت من تعقيد موقفه على الأرض والمفاوضات".
خسائر الاحتلال تدفع نحو وقف إطلاق النار
وبحسب تقارير عبرية، فإن الاجتماعات الأمنية المصغرة داخل إسرائيل تواجه توصيات متكررة من القيادة العسكرية بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول الشتاء، في هذا السياق أكد المعلم أن تكلفة المعارك المستمرة باتت باهظة للغاية، حيث بلغ عدد قتلى الاحتلال أكثر من 300 جندي، إضافة إلى خسارة عشرات الدبابات، مقابل تقدم لا يتجاوز خمسة كيلومترات من الخط الأزرق، وهي مكاسب لا تبرر حجم الخسائر.
معادلة بيروت - تل أبيب تفرض توازنًا جديدًا
وتابع:" في محاولة يائسة للضغط على الطرف اللبناني، لجأ الاحتلال إلى قصف بيروت، لكنه فوجئ برد نوعي من المقاومة تمثل في قصف تل أبيب بصواريخ متطورة، مؤكدًا أن هذه الرسالة القوية وضعت الاحتلال أمام خيار صعب: إما التراجع أو تحمل تكلفة تصعيد قد يؤدي إلى تهجير المزيد من شرائح المجتمع الإسرائيلي، لا سيما في المناطق الشمالية.
وأضاف : "قدرة المقاومة على تثبيت معادلة (بيروت مقابل تل أبيب) جعلت العدو يعيد حساباته، حيث أصبح استمرار العمليات العسكرية مكلفًا جدًا على الصعيدين العسكري والمدني".
وأشار إلى أن الوقائع الميدانية فرضت نفسها بقوة على المشهد السياسي، خصوصًا في مخرجات الجولات التفاوضية التي يقودها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين.
وتابع: "المقاومة نجحت في قلب الطاولة من خلال إدارتها الذكية للأزمة، حيث عادت لتقف بثبات بعد سلسلة الضربات التي تعرضت لها، مما قلب الأمور رأسًا على عقب وأعاد توجيه مسار التفاوض لصالحها".
واختتم:" التطورات الأخيرة تشير بوضوح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بات أمام خيارات محدودة للغاية، وأن استمرار التصعيد ليس في صالحه، مما يجعل البحث عن وقف لإطلاق النار ضرورة ملحة وليس خيارًا".