محلل إسرائيلي: السيطرة على الجانب السوداني من البحر الأحمر تحسن وضع «تل أبيب»

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استعرض الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي "أمنون لورد" الإمكانيات الكامنة في تطبيع تل أبيب علاقاتها مع السودان، معتبرا أن العلاقات مع الخرطوم يمكن أن تشكل تحولا على المستوى الاستراتيجي الإقليمي.

 

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، اليوم الأربعاء، بعنوان "السودان من جبهة لوجيستية للإرهاب إلى شريك".

 

وقال "لورد" إن :"السيطرة على الجانب السوداني من البحر الأحمر تحسن وضع إسرائيل والولايات المتحدة".

 

إلى نص المقال..

على عكس السلام مع الإمارات العربية المتحدة، فإن العلاقات مع السودان لها أيضا أهمية تاريخية في سياق العداء التاريخي للعالم العربي تجاه إسرائيل.

 

لا يقتصر الأمر على ارتباط السودان بمؤتمر الخرطوم الرمزي، الذي أعلن في الأول من سبتمبر 1967: "لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بها، لا مفاوضات" - بل كان حتى وقت قريب بمثابة جبهة داخلية لوجيستية للمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط.

 

حصل حزب الله ومنظمات جزائرية وحماس ومنظمة التحرير بل وحتى القاعدة على معسكرات تدريب في السودان، وكانت هناك مستودعات لتوريد السلاح.

 

بالنسبة لنا، يتعلق الأمر بشي رئيسي بحماس. كان السودان حليفا لإيران، التي أرسلت إلى ميناء بورسودان على ساحل البحر الأحمر بوارج حربية وسفن شحن. امتدت محاور تزويد حماس بالسلاح الإيراني من السودان عبر مصر إلى سيناء، لتصل في النهاية إلى وجهتها في غزة. حتى هنا بالنسبة لروائع السلام مع مصر، الذي سلمت إسرائيل في إطاره شبه جزيرة سيناء، وموارد النفط وكنوز الطبيعة، وبالطبع اقتلعت مقابله جميع المستوطنات، بما في ذلك طبعا السيطرة على شرم الشيخ.

 

قطع السودان تحالفه مع إيران في أعقاب الحرب في اليمن. وتشكل العلاقات معه، التي يبدو أنها لم تنضج بعد إلى سلام كامل، تحولا على المستوى الاستراتيجي الإقليمي.

 

 يشهد الشرق الأوسط ما يسميه المعلقون "بلقنة متسارعة". دول تتفكك وقوى عظمى مهددة ترسل السلاح في كل صوب. بشكل عام، كان يكفي الإشارة إلى أن السودان انتقل إلى جانب السعودية في الصراع الشرق أوسطي ضد إيران. لكن الوضع خطير، وإيران ليست بالمرة القصة كلها. والبحر الأحمر يتحول فعلا إلى بحر أحمر. الصراع الاستراتيجي عليه ساخن.

 

تحسن السيطرة على الجانب السوداني من البحر وضع إسرائيل والولايات المتحدة. كما تنبش في المنطقة الصين وتركيا، التي نُقل عن رئيس الموساد قوله مصادر خارجية إنه يعتبرها تهديدا أمنيا على المدى البعيد أكثر من إيران التي وصف قوتها بالهشة.

 

وشكل السودان معبرا لمرور السلاح من خلاله إلى ليبيا، حيث تغوص تركيا هناك أكثر وأكثر. في هذا السياق من الأهمية التذكير أن تشاد، جارة السودان، والواقعة في الفناء الخلفي لليبيا شكلت الانطلاقة الأولى (لإسرائيل) بين الدول الإسلامية.

 

كل هذه الحملة ضد إمبريالية الإرهاب والتوسع المهدد من جانب الصين، تلقى استجابة من قبل تحالف المحور العربي مع إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة. ولكن من ناحية أخرى، تعاني أوروبا من مرضها التاريخي: "المصالحة". رفضت فرنسا وألمانيا وبقية الدول الانضمام إلى الولايات المتحدة في محاولة لتجديد حظر الأسلحة على إيران.

 

قد يضعف الوصول المحتمل لرئيس جديد في الولايات المتحدة، ممثلا في جو بايدن، الصمود في الشرق الأوسط ضد العدوانية التركية، والإيرانية والروسية والتهديد الزاحف من قبل الصينيين.

 

كما في الماضي هدف إظهار الود تجاه إسرائيل بما في ذلك لكسب العلاقة مع الولايات المتحدة. يبدو أن السودان الذي قاد على مدى عقود دعاية معادية لإسرائيل بين سكانه، لا يزال يجد صعوبة في الوصول إلى المستوى الأعلى في علاقات التطبيع مع الدولة اليهودية.

 

الخبر من المصدر..

0 تعليق