توقع مسؤولون إسرائيليون، الاثنين، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام، مع تحذيرات من أن تأجيل الاتفاق قد يطيل أمد النزاع، وأفادت تقارير بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى موافقة مبدئية على الصيغة المطروحة للاتفاق.
في هذا السياق، نقلت صحيفة "إسرائيل هايوم" العبرية عن مسؤول سياسي تأكيده أن توقيع الاتفاق قد يتم خلال أيام وربما أقل، بينما أشار المسؤولون أيضًا إلى نية تل أبيب تكثيف الهجمات على العاصمة بيروت؛ لتقليص قدرات حزب الله قبل إعلان وقف إطلاق النار، في ظل تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة.
اقتراب التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحزب الله
وأكد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايك هرتسوغ، قرب التوصل للاتفاق، مشيرًا إلى أنه قد يتم الإعلان عنه قريبًا، كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أن بعض القضايا لا تزال قيد النقاش، لكن الوصول إلى اتفاق بات وشيكًا.
برغم التقدم في المفاوضات، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استمرار الخلاف حول آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وترفض تل أبيب إشراك باريس في اللجنة المشرفة، بسبب مواقف فرنسية اعتبرتها إسرائيل غير داعمة لحقها في الدفاع عن النفس.
وتعد مشاركة فرنسا في آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق أحد أبرز النقاط الخلافية بين طرفي المفاوضات، فقد أعربت إسرائيل عن رفضها الشديد لمشاركة باريس في اللجنة المشرفة، مستندة إلى ما وصفته بمواقف فرنسية "منحازة" لا تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وترى إسرائيل أن إشراك فرنسا قد يؤثر على حيادية اللجنة المشرفة، بينما يصر الجانب اللبناني على دور فرنسي فعال، بالنظر إلى علاقات باريس التاريخية بلبنان ودورها التقليدي في الوساطات الإقليمية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذا الخلاف قد يؤخر التوصل إلى الاتفاق ما لم يتم التوصل إلى تسوية مقبولة بشأن طبيعة دور فرنسا وآلية اتخاذ القرارات داخل اللجنة، بحسب وسائل إعلام لبنانية.
13 نقطة خلافية تعرقل وقف اتفاق إطلاق النار في لبنان
كما أورد موقع "والا" أن هناك 13 نقطة خلافية تتعلق بترسيم الحدود، يطالب لبنان بتثبيتها في التسوية، بينما تفضل إسرائيل تأجيلها.
وعلى صعيد التطورات العسكرية، أفادت تقارير ميدانية بأن الجيش الإسرائيلي كثف عملياته في جنوب لبنان منذ فجر الاثنين، مستهدفًا مواقع استراتيجية لحزب الله في مناطق النبطية وصور.
وذكرت مصادر محلية أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أكثر من 15 غارة خلال ساعات الصباح، مما أسفر عن دمار واسع، وسط استمرار الاشتباكات في عدد من المحاور الحدودية.
من جانبه، أعلن حزب الله مسؤوليته عن قصف مستوطنات إسرائيلية قرب الحدود، مشيرًا إلى استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بدقة باستخدام صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تعزيزات عسكرية إسرائيلية إضافية على الحدود استعدادًا لأي تطور طارئ.
وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا ملحوظًا، حيث استهدف حزب الله تل أبيب الوسطى أمس الأحد، بأكثر من 350 صاروخًا، وسط أنباء عن قرب الاتفاق، وطالب زئيف إلكين، الوزير في وزارة المالية الإسرائيلية، الجيش بتكثيف الضربات لإجبار حزب الله على قبول التسوية.
إلى ذلك، تترقب الأوساط الإقليمية والدولية الساعات القادمة التي قد تشهد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار أو تصعيدًا جديدًا يعقد المشهد أكثر.