سرقة المساعدات والشتاء القارس.. الكوارث الإنسانية تتفاقم في قطاع غزة

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن نقص السلع الغذائية والمفروشات وضروريات الحياة في قطاع غزة أدى إلى ارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية بصورة كبيرة، حيث انخفض عدد شاحنات المساعدات القادمة إلى متوسط ​​37 شاحنة يوميًا في أكتوبر - مقارنة بـ 500 شاحنة يوميًا قبل الحرب فضلًا عن سرقة المساعدات، وفقًا للأمم المتحدة.

وتابعت أنه بخلاف تراجع عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة، فقد طورت العصابات المسلحة تجارة مربحة لسرقة الشاحنات الواردة وإعادة بيع الإمدادات بأسعار باهظة في مناطق السيطرة الإسرائيلية.

سرقة المساعدات تقود قطاع غزة لكارثة إنسانية غير مسبوقة

وأشارت الصحيفة إلى أن أسعار البطانيات ارتفعت بصورة كبيرة لتتراوح من 50 دولارًا إلى 100 دولار اعتمادًا على الحجم، كما أصبحت معظمها الآن مهترئة وممزقة، ولعزلها عن الماء تحتاج إلى أقمشة مشمعة، والتي قد تكلف ما يصل إلى 800 دولار.

وقال أحد النازحين: "لا أكسب الكثير كحلاق ولا يوجد أي شخص آخر في الأسرة لديه دخل، إن منطقة المواصي تشبه الصحراء المطلة على البحر، حيث لا توجد بنايات تحمينا من الرياح  وعندما يأتي الشتاء، أعتقد أن نصف الخيام سينتزعها الهواء".

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن إسرائيل تنفي وجود أزمة إنسانية في غزة، وتقول إنها تضمن وصول كميات كافية من المساعدات إلى القطاع، لكن مسؤولي المساعدات يقولون إن الطقس الشتوي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الظروف التي يتحملها سكان غزة المنهكون الذين أضعفهم الجوع بالفعل.

قطاع غزة مهدد بمجاعة كبرى خلال الشتاء

وحذرت لجنة التخطيط الدولية، وهى لجنة دولية من الخبراء الذين يراقبون انعدام الأمن الغذائي، من أن القطاع بأكمله معرض لخطر المجاعة في وقت مبكر من هذا الشهر. 

وقالت إن المجاعة ربما تحدث بالفعل في شمال غزة، حيث تشن إسرائيل حملة عسكرية شرسة منذ خمسة أسابيع ومنعت دخول الغذاء والإمدادات الأخرى بشكل شبه كامل.

وقالت إسرائيل إن هجومها في الشمال يهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها واستئصال مقاتلي الجماعة المسلحة المتبقين. وتقول إنها تتخذ خطوات لحماية المدنيين.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إن سكان غزة الذين يعانون من سوء التغذية الشديد يواجهون خطرًا إضافيًا للإصابة بالأمراض في الشتاء.

وللمساعدة في توفير الملابس الدافئة للأشخاص في الخيام، أطلقت نداء عيطة، وهى رائدة أعمال نازحة في المواصي، مبادرة تضم 20 امرأة يعيدن تدوير البطانيات القديمة والممزقة وتحويلها إلى ملابس شتوية.

وأقامت نداء عيطة، في المنتصف، مرتدية الحجاب الأخضر والأبيض، ورشة عمل في المواصي حتى تتمكن النساء من تحويل البطانيات إلى ملابس شتوية

وتابعت: “لا يوجد الكثير من البطانيات في السوق، لذلك نقول للناس، أحضروا لنا البطانيات القديمة وسنوفر التصميم ونخيطها لكم، وبالنسبة للأزرار، نستخدم الأصداف البحرية ونوى التمر”.

واشترت عيطة ماكينة خياطة للورشة، ولكن بسبب عدم وجود الكهرباء، تستخدم دراجة مقلوبة لتشغيلها مع مشغل يدير الدواسات يدويًا.

وقالت إن العملاء يتقاضون مبلغًا صغيرًا، ما يسمح لها بدفع المال للنساء وتحقيق ربح صغير، وقالت عيطة: "نحن نساعد أنفسنا ونساعد الآخرين، لكننا لا نستطيع تحمل تكلفة شراء ماكينة خياطة أخرى".

وفي دير البلح وسط غزة، قالت أم حسام، وهى جدة تعيش أيضًا في خيمة، إنها لا تملك ملابس دافئة ولا تستطيع شراء معطف شتوي مقابل 80 دولارًا.

وقالت مصففة الشعر السابقة التي دمر منزلها ومتجرها في مدينة غزة: "بدأ الجو يبرد ولم يعد لدينا ما يكفي من الملابس، في العام الماضي اقترضنا بعض الملابس من الناس لأننا كنا نعتقد أننا سنعود إلى المنزل قريبًا".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق  الأغواط.. وفاة شخص دهسته سيارة 
التالى أهالي المحتجزين: نتنياهو يسعي لاستمرار الحرب على أمل الهروب من القضايا الجنائية