112 عاما مرت على ميلاد الفنانة أسمهان، التي ولدت في 25 نوفمبر لعام 1912، على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وقد مرت العائلة في طريق عودتها من تركيا إلى بيروت حيث بعض الأقرباء في حي سرسق، ثم انتقلت إلى سوريا، واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأمير فهد في 1924، واضطرت والدتها الأميرة علياء على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة عرينها في جبل الدروز في سوريا والتوجه بأولادها إلى مصر، وفي القاهرة أقامت العائلة في حي الفجالة.
وظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم ومرددة أغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريدء، وفتحت الشهرة التي نالتها أسمهان كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت عام 1941 في أول أفلامها "انتصار الشباب" إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغاني الفيلم.
وبدورهم؛ رصد الكثير من الكتاب والمثقفين سيرة ومسيرة الفنانة أسمهان في الكتب، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية..
أسمهان تروي قصتها لـ محمد التابعي
آمال الأطرش أو إيميلي الأطرش، أو "أسمهان" كما أطلق عليها الموسيقار الكبير داود حسني.. هي واحدة من أساطير الغناء العربي الحديث، استطاعت رغم حياتها القصيرة من 1912 إلى 1944 أن تتربع على عرش الأغنية وأن تضع اسمها جوار أسماء بحجم أم كلثوم وليلى مراد.
لكنها من ناحية أخرى احتفظت بموقع المطربة الأكثر إثارة للجدل؛ منذ لحظة ميلادها على ظهر السفينة التي هربت بوالدها سرا من تركيا، وحتى وفاتها المريبة في حادث سيارة مروع على طريق "رأس البر"، ومرورا بعلاقاتها الخاصة وزواجها من أشهر الرجال في عالم الفن والصحافة والسياسة، متنقلة بين البلدان والجنسيات.
ولكن القصة الأكثر إثارة في حياة أسمهان ستظل دائما ملف علاقاتها بالمخابرات الانجليزية والفرنسية وتوسطها السياسي بين كل منهما وبين أسرة الأطرش، فهل هذه إذن حقيقة تاريخية؟
وما الدوافع والملابسات التي تقف وراء الحكاية برُمّتها؟
نقرأ هنا سيرة الفنانة الكبيرة بكل هذه التفاصيل، كما روتها بنفسها وكما عاشها معها محمد التابعي أمير الصحافة المصرية وأحد أهم روادها. والذي جمعته بأسمهان علاقة طويلة نتتبع خيوطها داخل الكتاب مكتشفين فصلا بعد آخر إجابات مقنعة وممتعة ومنصفة عن حياة الصوت الساحر الذي جمع بين طرب الشرق وحداثة الغرب؛ سنقرأ عن حياة أسمهان الفنية والعاطفية والاجتماعية وأيضا السياسية.
أسمهان.. لحن لن يكتمل لـ محمود قاسم
يحب الناس الشخصيات المليئة بالتناقضات، وقد شغف البشر طوال تواريخهم بمثل هذه الشخصيات،التي خلَّدتها عوامل عديدة، مثلما حدث مع أسمهان، والتي ستبقى لغزًا لن تحل مفرداته أبدًا، فهي لم تترك وراءها الوثائق التي تفسر حياتها المليئة بالتناقضات.
يقول محمود قاسم: عندما قررت الكتابة حول أسمهان بطلب من الناشر، شعرت أنني داخل غابة مليئة بالمتاهات، والأشجار الشوكية.. كتب زملاء آخرون عن جوانب أخرى في مراجع عديدة، ولا أعتقد أنني وجدت شخصية فنية تقبل عليها الصحافة الفنية مثل أسمهان، وما أكثر الصحف والمجلات المصرية، والعربية التي أفردت حلقات متعددة للحديث عنها، ولا شك أنني رجعت إلى الكثير وأنا أكتب عنها، لكنني في النهاية استطعت أن أصبغ كتابتي بأسلوبي في البحث كي أجعل بين يديك كتابًا متفردًا.
قصة أسمهان
في كتابه "قصة أسمهان" الصادر عن دار الجديد ـ بيروت، كتب الكاتب الصحفي المصري فوميل لبيب بأسلوب شيّق رواية أخيها فؤاد الأطرش لحكاية الأميرة التي رحلت وما انطفأت، وما زالت خبايا حياتها وعظمة موهبتها وأسرار موتها مثار أحاديث وتساؤلات الأوساط الفنية والاجتماعية على السواء.
صدر الكتاب بطبعته الأولى (وتُرجّح الدار أنها الوحيدة) عام 1962 أي بعد حوالى عقدين من وفاة أسمهان، ويُرجع فؤاد الأطرش في مقدّمة الكتاب سبب نشر هذه التفاصيل عن حياة أخته، التي شملت سيرة العائلة بأسرها، إلى شائعات لا تُحصى رافقت الفنانة الراحلة في حياتها وموتها، لعلّ أهمّها اتّهامه بالتعاون مع الأمير حسن الأطرش (زوجها الأول ووالد ابنتها) بتدبير حادثة موتها.
أسمهان ورحلة العمر: حكايات وشهادات لـ محمد عبد الفتاح صادق
تشابهت الظروف التي عاشتها "أسمهان" مع الظروف التي عاشتها "مارلين مونرو، حيث كانت حياتهما مليئة بالإثارة وكثرة الشائعات والقيل والقال.
وفتحت أبواب الشهرة الواسعة أمام أسمهان حيث كانت مطربة جميلة الصوت والصورة، مما جعلها تدخل بسهولة إلى عالم السينما، وعالم الغناء ودهاليز السياسة أيضا، وعبر حياة قصيرة حققت نجومية لم تحققها أي مطربة عربية أو غربية رحلت في مثل عمرها.
تساؤلات كثيرة حول شخصيتها وحياتها وكواليس سيرتها ولغز مصرعها، حاولنا التفتيش عنها في الكتب والمذكرات والمجلات القديمة المواكبة لها، ربما نصل إلى بعض الحقيقة.
أسمهان.. أميرة الحب والأحزان لـ ماهر زهدي
نحن أمام كاتب غير تقليدي يكتب عن نجمة غير تقليدية. يرسم ماهر زهدي حياة أسمهان -أميرة الحب والأحزان ذات الحياة الملغزة- بطريقة درامية مثيرة للفضول والتأمل
إن ذلك الشكل الفني الذي اختاره زهدي ليكون تعبيرا عن المضمون "الدرامي" لرحلة حياة أسمهان، وهو شكل مزيج بين النزعة التسجيلية والخيال، وبين الرواية والسينما، مما يجعل القارئ يستحضر الأحداث ليراها أمامه في مشاهد سينمائية من الطراز الأول، وحين يصل إلى النهاية سيجد نفسه مضطربا بالطبع، فأسمهان التي استقرت لدينا في صورة ذهنية معينة، ليست تلك التي أرخت لها هذه الأوراق.إننا أمام سيرة أميرة عشقت الفن.. أميرة الحب والأحزان.