قال فادى العبدالله، المتحدث الرسمى باسم المحكمة الجنائية الدولية، إن تنفيذ قرار مذكرات الاعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق، يوآف جالانت، يتم عبر آلية التعاون القضائى بين الدول الأعضاء فى النظام الأساسى للمحكمة، والبالغ عددها ١٢٤ دولة.
وأوضح «العبدالله»، لـ«الدستور»، أن المحكمة الجنائية الدولية ترسل طلبات التعاون إلى الدول الأعضاء، إذ لا تمتلك المحكمة قوة شرطية خاصة بها للقيام بالاعتقالات، ولكنها تعتمد على الدول الأعضاء فى تنفيذها، وهو ما تلتزم به الدول الأطراف قانونًا، وفقًا للفصل التاسع من نظام روما الأساسى الذى انضمت إليه هذه الدول.
وأضاف أن صدور مذكرات الاعتقال يعنى أن قضاة المحكمة وجدوا أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن المذكورين مسئولان عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ما يستلزم مثولهما أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهما.
وحول اعتراضات إسرائيل ودول أخرى حول مذكرات الاعتقال، قال: «إن المحكمة أصدرت قرارين برفض هذه الاعتراضات، أما بشأن اعتراضات الدول الأخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن المحكمة لا تعلق على التصريحات السياسية لأن عملها قانونى فقط».
يأتى ذلك فيما تتواصل الجرائم الإسرائيلية فى قطاع غزة، حيث أكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية انتشار الجوع فى قطاع غزة؛ إثر انخفاض كمية الغذاء إلى أدنى مستوياتها، مشيرة إلى حجم المعاناة التى يعيشها سكان غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر من العام الماضى، حيث يتناول الكثيرون الطعام مرة واحدة فقط فى اليوم وسط مشاكل المساعدات وانخفاض كمية الغذاء.
وفى يوم الخميس الماضى، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد «نتنياهو» و«جالانت»، متهمة إياهما باستخدام «التجويع كوسيلة حرب».
وأشارت الوكالة، فى تقرير إخبارى، أمس، إلى أن كل شخص تقريبًا يعانى من الجوع هذه الأيام، خاصة بعد قول الخبراء إن شمال غزة يعانى حاليًا من المجاعة بشكل كامل.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية من «زيادة حادة» فى عدد الأسر التى تعانى من الجوع الشديد فى وسط وجنوب غزة بعدما انخفضت كمية الطعام التى سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية، وهى الآن عند أدنى مستوياتها تقريبًا خلال الحرب بأكملها.
وتقول جماعات الإغاثة والأمم المتحدة إن أقل القليل يصل إلى ٢.٣ مليون فلسطينى فى المنطقة بسبب العديد من العقبات التى تعترض التوزيع، بما فى ذلك القيود المفروضة على الحركة من قبل الجيش الإسرائيلى، والقتال المستمر، والأضرار التى لحقت بالطرق. ونقلت الوكالة، عن هانى المدهون، المؤسس المشارك لمطبخ غزة للحساء قوله، إن فريقه لا يستطيع تقديم سوى أطباق صغيرة من الأرز أو المكرونة مرة واحدة فى اليوم.
وأضاف أنهم يمكنهم الذهاب إلى السوق فى يوم واحد وشراء شىء مقابل ٥ دولارات، ثم العودة فى فترة ما بعد الظهر، ليجدوا أن سعره قد تضاعف أو تضاعف ثلاث مرات».
وكان مطبخه فى بلدة زويدة بوسط غزة يعمل بميزانية يومية تبلغ حوالى ٥٠٠ دولار، وعندما انخفضت كمية المساعدات التى تدخل غزة فى أكتوبر الماضى، ارتفعت تكاليفه إلى حوالى ١٣٠٠ دولار فى اليوم ويمكنه إطعام حوالى نصف العائلات التى تصطف فى طابور كل يوم.
وفى المقابل، تدعى إسرائيل أنها لا تضع أى قيود على كمية المساعدات التى تدخل غزة، وأعلنت عن عدد من التدابير التى تقول إنها تهدف إلى زيادة التدفق فى الأسابيع الأخيرة، بما فى ذلك فتح معبر جديد، لكن أرقام الجيش الإسرائيلى نفسه تظهر أن كمية المساعدات التى تدخل غزة انخفضت إلى حوالى ١٨٠٠ شاحنة فى أكتوبر الماضى.
وتقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع فى كثير من الأحيان الوصول إلى الحدود لالتقاط شحنات المساعدات، لأن الجيش الإسرائيلى يرفض طلبات الحركة، وبسبب القتال المستمر، وانهيار القانون والنظام.