قال النائب الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار عضو مجلس الشيوخ، إن جماعة الإخوان الإرهابية ارتكبت كثيرًا من الجرائم التى لا يمكن أن تغتفر مهما طال الزمن، مشيرًا إلى أن الجماعة حاولت هدم وطمس الهوية المصرية وتقسيم المجتمع.
وأضاف «خليل»، فى حواره مع «الدستور»، أنه على المستوى الفكرى، حاولت جماعة الإخوان تغيير مناهج التعليم، وتدمير الشرطة المصرية، والتغلغل داخل القوات المسلحة وإضعافها، كما حاولت تأسيس ميليشيات على غرار الحرس الثورى الإيرانى من أجل البقاء فى السلطة.
وطالب الحكومة بالرد على الشائعات بالحقائق والدلائل وليس بالنفى فقط، لافتًا إلى أن الحزب شكل لجنة لرصد الشائعات، والنزول إلى الأماكن والشوارع وتصوير الأوضاع عن قرب، وتفنيد الأكاذيب بالفيديوهات والأسانيد الحقيقية.
■ فى البداية.. كيف ترى جرائم جماعة الإخوان الإرهابية خلال العقد الأخير؟
- جماعة الإخوان الإرهابية ارتكبت كثيرًا من الجرائم التى لا يمكن أن تغتفر مهما طال الزمن، فالجماعة حاولت هدم وطمس الهوية المصرية تمامًا، عبر سن قوانين لا تتفق مع طبيعة البلاد وعبر التغلغل فى كل مفاصل الدولة.
وعلى المستوى الفكرى، حاولت جماعة الإخوان طرح الكثير من الأفكار الغريبة جدًا على أذن الشعب المصرى، ورسمت مخططات للتوغل فى مناهج التعليم لتغيير الهوية.
وارتكبت جرائم لتقسيم الوطن وتهميش الأقباط تمامًا، فضلًا عن ارتكابهم عمليات الإرهاب والتفجير والقتل، ولنا مثال فى اغتيال العقيد محمد مبروك، والمستشار هشام بركات، وكذلك الجنود المصريون الذين تم قتلهم فى رمضان قبل الإفطار مباشرة فى سيناء.
وكذلك الحال فى الاعتداء على الكاتدرائية فى سابقة هى الأولى من نوعها، وتفجير مسجد بئر العبد الذى راح ضحيته من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ شهيد.
وعلى مستوى مؤسسات الدولة، حاولت جماعة الإخوان تدمير الشرطة التى هى أساس الدولة، فكانت تحاول تهميش الشرطى المصرى، وتأسيس ميليشياتها على غرار الحرس الثورى الإيرانى، لضمان البقاء فى السلطة، وحاولت التدخل فى نسيج القوات المسلحة، وإضعاف ومنع تسليح الجيش المصرى، وكذلك حاولت وضع رجال لها فى دوائر القضاء للسيطرة عليه.
■ ومخططاتهم على المستوى الاقتصادى؟
- اقتصاديًا بدأ تنظيم الإخوان الإرهابى ينشئ كيانًا اقتصاديًا دينيًا له، ووضع رجال أعمال للتنظيم فى الاقتصاد، وكان معظم اقتصادهم قائمًا على الاقتصاد الريعى القائم على العمليات التجارية، كإنشاء «السوبر ماركت»، ولكن لم يكن لديهم فكر للتصنيع، أو فكر للابتكار، وكذلك أفكار تتعلق بالتصدير.
■ من وجهة نظرك ما الأدوات التى سيلعبون عليها فى المرحلة المقبلة؟
- الأدوات التى ستلعب عليها جماعة الإخوان وفق معرفة وخبرة حزب «المصريين الأحرار» فى التعامل معهم، هى إطلاق سيل من الشائعات ليس له حد أو سقف، وستأخذ الشائعات أكثر من منحنى، أولًا ستتناول قطاعات عديدة تمس الاقتصاد المصرى، وأى إنجاز سيحدث فى مصر سيحاولون التسفيه منه، ومثال على ذلك حجم الشائعات الذى ظهر بمجرد إعلان إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات، فبدلًا من أن يعترفوا بهذه الخطوة الإيجابية نحو عودة المنتج المحلى بقوة فى هذا المجال، تصيدوا له أخطاء تافهة، وشنوا هجومًا غير عادى على الشركة، وكل هذا لإصابة الشعب المصرى بالإحباط فى كل خطوة تتخذها الدولة.
■ كيف ترى حملات الشائعات والأكاذيب التى تحاك ضد الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة؟
- فيما يتعلق بالنواحى السياسية، أطلقت الجماعة سيلًا من الشائعات والأكاذيب والافتراءات للتشكيك فى الدور المصرى تجاه دعم القضية الفلسطينية، عبر الادعاء أن مصر مقصرة.
واعتمدت الجماعة على الاغتيال المعنوى للرموز المصرية، عبر إطلاق ألفاظ وعبارات بذيئة عليهم وعلى أسرهم، وحتى مجال الرياضة لم يخلُ من الشائعات.
وهم يتبنون جزءًا صغيرًا من المعلومة، ثم ينسجون حوله الأكاذيب من أجل تشتيت الرأى العام.
وهذه الشائعات وراءها جهات عديدة، وتتم باستخدام محترف لـ«السوشيال ميديا» مع تشغيل لجان إلكترونية.
وأهم أدوات الجماعة هو اختفاؤها داخل المصريين، فلا تستطيع تمييزهم، ثم يسيئون للدولة والحكومة والرئيس، يعنى ستجد موظفًا فى مكان ما يتعمد تعطيل العمل أو تعطيل الطرق لتوليد الغضب لدى الناس.
والهدف من الشائعات أن يصاب الشعب بالإحباط واليأس، وإيصاله لمرحلة قد يقدم فيها على تدمير البلد بالكامل، بمعنى أنه يريد استخدام الشعب المصرى كأداة لتدمير مصر.
■ كيف يمكن للدولة أن تطور أدواتها لمواجهة هذه الحملات؟
- عند ظهور شائعة لا بد على الحكومة أن ترد مباشرة عليها بالحقائق، وليس بالنفى فقط، مع إعطاء دلائل لهذا النفى، ومن الضرورى كدولة أو حكومة الوضع فى الاعتبار أنه توجد حالة اقتصادية صعبة، فلا بد من مراعاة كل التصريحات التى تصدر من رئيس مجلس الوزراء، ومراعاة أن هناك بعدًا سياسيًا، فمن الممكن أن تأخذ اللجان الإلكترونية جزءًا من المعلومة وتشوه معناها الحقيقى أو المقصود.
فالرد المباشر يجب أن يكون واضحًا ودقيقًا ولا يحتمل معنيين، فضلًا عن أن القرارات يجب أن تكون متزنة وتصدر بحكمة وحنكة، سواء فى صيغة القرار أو توقيته أو أبعاده.
■ هل للمواطن دور فى مواجهة هذه الحملات؟
- المواطن عليه دوران، الأول هو عندما يستقبل أى معلومة ليست من مصدرها الرئيسى فلا بد أن يتأكد منها بالعودة للمصدر الرسمى، والثانى ألا يعيد نشر أى شائعة، أو يروج للمعلومة المطروحة على مواقع التواصل الاجتماعى قبل إجراء بحث عنها، وذلك للتحقق من دقتها حتى لا يسهم فى توسيع نشر أى شائعة.
■ ماذا عن دور الإعلام؟
- الإعلام دوره لا يقل عن دور الدولة والمواطن، لأن دوره التوضيح بوسائله وبتواصله وبمراسليه عبر التحقق من المعلومة وطرحها بالصوت والصورة، لأنها خير من ألف كلمة، فالشائعة من أخطر الأسلحة فى العالم، فهى مثل الرصاصة بالضبط.
■ هل نحتاج لتعديل التشريعات القائمة لمواجهة اللجان الإلكترونية للإخوان؟
- بالفعل، نحتاج إلى تعديل فى التشريعات القائمة لمواجهة اللجان الإلكترونية للإخوان، وهذا بالفعل ما تعكف عليه لجنة الشئون القانونية والدستورية، عبر دراسة مشروع قانون بخصوص الشائعات. نحن نحتاج لتشريع قوى وصارم، ولكن فى حدود القانون، وفى حدود مبادئ حقوق الإنسان والحريات.
ولا بد وأن يكون هناك تقنين لكل كلمة تخرج، ومحاسبة لكل من تسول له نفسه إطلاق شائعة، فكل واحد منا مسئول عن كل كلمة تخرج من فمه.
■ ما دور حزب المصريين الأحرار فى مواجهة هذه الحملات؟
- حزب المصريين الأحرار أنشئ فى منتصف عام ٢٠١١، وخاض معارك عديدة مع جماعة الإخوان، سواء كان فى المراحل الانتخابية كتكوين الكتلة المدنية، وكذلك فى موجات الاعتراض على الدستور، والإعلان الدستورى المكمل، والحزب كان أحد الذين شاركوا فى إعداد المذكرة التى أرسلت للمحكمة الدستورية التى تم بناء عليها إلغاء أو حل مجلس الشعب آنذاك.
وحزب المصريين الأحرار تم بناؤه على تجارب ومواقف عديدة خاضها ضد فكر الإخوان، فهو أكثر دراية بأساليب الجماعة، والحزب الآن أنشأ لجنة لرصد الشائعات والرد عليها بالحقائق.
ومنذ ثلاث سنوات كانت هناك حملة شعواء أيضًا ضد الدولة المصرية فى أحد برامج الإعلام المأجور عبر قناة تبث من إحدى الدول الأوروبية، وكانت تستعين بفيديوهات مفبركة، والحزب كانت لديه آنذاك لجنة ترصد ما يقال فى هذه البرامج، وتبحث وراءها، وتنزل إلى جميع الأماكن أو المناطق التى تدور حولها الشائعة وترد بالفيديوهات والدلائل.
ماذا عن جرائم الإخوان السياسية؟
- على المستوى السياسى كان حزب «الحرية والعدالة» المسيطر تمامًا، وبدأ فى تشكيل تحالفات مؤقتة، وظهر ذلك فى البدايات عبر التحالف مع حزب النور ثم الانقلاب عليه، وأصبح الحزب بعد ذلك مسيطرًا على كل أركان الدولة.
وجرائم الإخوان عديدة، وكانت تستهدف القضاء على الدولة المصرية وتقسيمها، كما ارتكبوا جرائم التخابر مع جهات أجنبية وتسريب معلومات مهمة، وللأسف كان هذا يتم عن طريق أعلى مسئول فى التنظيم فى البلاد، ولدينا مثال على هذا بقضية التخابر مع قطر، وكذلك محاولة نصرة التيار الشيعى ليفرض سيطرته، ويتغلب على التيار السنى، وهذا اتضح من دعوتهم للرئيس الإيرانى الأسبق أحمدى نجاد لزيارة مصر، وكان هناك تعاون وتقارب شديد جدًا بين جماعة الإخوان وبين الدولة الإيرانية، أو دولة «آيات الله» كما أطلقوا عليها، فكانت مصر ستنتهى وسيُمحى اسمها.