كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن استعداد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتعيين راسل فوت، الذي شغل سابقًا منصب مدير مكتب الميزانية في البيت الأبيض، في ذات المنصب مجددًا.
ومن المتوقع أن يناقش ترامب هذا الترشيح مع فوت في اجتماع قريب في منتجعه بمار-أ-لاجو. يُعد فوت أحد أبرز المحافظين في واشنطن، وكان من أبرز مهندسي مشروع "Project 2025"، الذي يهدف إلى إعادة هيكلة المكتب التنفيذي للرئاسة.
التشدد تجاه الحكومة الفيدرالية
يتميز فوت بتوجهاته المتشددة تجاه الحكومة الفيدرالية، حيث يدعو إلى إعادة تعريف العلاقة بين السلطة التنفيذية والوكالات الحكومية، وفقًا لفلسفة "الدستورية الجذرية"، التي تسعى للتخلص من القيود القانونية التي يراها فوت عائقًا أمام العودة إلى المبادئ الأصلية للدستور الأمريكي. وتشمل اقتراحاته إعادة تصنيف الموظفين المدنيين الفيدراليين، ما يسمح للرئيس بفصل الآلاف منهم، وهو ما كان قد بدأه ترامب في مشروع "جدول F" في 2021، والذي يهدف إلى تقليص دور البيروقراطية الحكومية وتعزيز السيطرة التنفيذية.
تحديات قانونية وسياسية ضخمة
ومع ذلك، من المتوقع أن تواجه هذه المبادرة تحديات قانونية وسياسية ضخمة، حيث يرى المنتقدون أنها تتعارض مع القوانين التي تحمي الموظفين المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل فوت عن قرب مع "وزارة كفاءة الحكومة" التي يرأسها إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، بهدف خفض الإنفاق الحكومي وإلغاء اللوائح التنظيمية التي يعتبرها المحافظون عبئًا على الاقتصاد.
يُشدد على أن تعيين فوت سيتجاوز إصلاح الميزانية ليشمل أيضًا إعادة هيكلة البيروقراطية الحكومية، ورغم التحديات التي قد يواجهها، يتوقع أن يكون فوت إضافة قوية لفريق ترامب، خاصة بفضل ولائه التام له، لكن الطريق أمامه قد يكون محفوفًا بالصعاب في ظل التوازن السياسي الحالي.
تأثير العودة
تعيين "فوت" المتوقع لا يقتصر على إصلاح الميزانية فحسب، بل يمتد ليشمل إعادة هيكلة البيروقراطية الحكومية على نطاق واسع، إذ إن مكتب الميزانية في البيت الأبيض هو أحد أهم الأجهزة الحكومية، ويُشرف على إعداد الميزانية السنوية، ومراجعة اللوائح التنفيذية، وضمان توافق السياسات مع الأهداف العامة للإدارة.
خلال فترته الأولى في هذا المنصب، استخدم فوت سلطات المكتب بجرأة لتنفيذ أجندة ترامب، ما أكسبه سمعة كأحد أكثر الشخصيات ولاءً للرئيس. يرى مارك شورت، المستشار السابق لنائب الرئيس مايك بنس، أن فوت "شخص ذكي ومخلص تمامًا لأهداف ترامب، وسيكون إضافة قوية لفريقه".
هذه الجرأة -بحسب "واشنطن بوست"- قد تُواجه بتحديات كبيرة في ظل التوازن السياسي الحالي، إذ إن أي محاولة لإجراء تغييرات جذرية في هيكلية الحكومة قد تؤدي إلى معارك طويلة مع الكونجرس والمحاكم، ما يجعل الطريق أمام ترامب وفوت محفوفًا بالصعاب.
