قالت المخرجة زينة أشرف عبدالباقى، ابنة النجم أشرف عبدالباقى، إنها سعيدة بمشاركة فيلمها «مين يصدق»، فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مشيرة إلى أن ردود الأفعال فاقت توقعاتها.
وكشفت «زينة»، فى حوار مع «الدستور»، عن أنها تحلم بصناعة فيلم عن قصة حياة والدها، تقديرًا له، مؤكدة أنها تحب السينما الواقعية، لذا تعمدت أن تكون نهاية فيلمها حزينة.
ولفتت إلى أنها تحب سينما عاطف الطيب ومحمد خان، وتفضل الكادرات الواقعية، لذا حرصت على تصوير فيلمها فى أماكن حقيقية.
■ بداية.. كيف كانت ردود الأفعال حول فيلم «مين يصدق» عقب عرضه بمهرجان القاهرة السينمائى؟
- ردود الأفعال فاقت الخيال بعد عرض الفيلم، والحمدلله، رأيت محبة وتقديرًا للعمل فى عرضه العالمى الأول بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. أنا سعيدة جدًا بعرض الفيلم فى المهرجان، وسعيدة بردود الأفعال حول الفيلم سواءً الإيجابية أو السلبية، لأنه لا يوجد عمل تُجمع عليه كل الآراء.
حين وقفت على المسرح لتقديم العمل شعرت بالخوف، فوجود هذا العدد الكبير من الجمهور والفنانين لمشاهدة أول فيلم لى ليس أمرًا بسيطًا، ولم أكن أعلم كيف يستطيع الممثل أن يقف أمام هذا العدد الكبير ويتحدث.. كنت طايرة من الفرحة.. هذا إحساس لم أشعر به أبدًا فى حياتى قبل ذلك. ماكنتش مصدقة نفسى.
■ ما أول تعليق وصلك عقب عرض الفيلم؟
- أول تعليق جاءنى من والدى النجم أشرف عبدالباقى، والذى قال لى «أنا فخور بك جدًا». وهو دائمًا ينصحنى ويساندنى ويدعمنى ويطلب منى ألا أخاف أبدًا من أى خطوة أقوم بها.
■ ما نصيحته الدائمة لك؟
- ينصحنى دائمًا بأن أتعامل مع الجميع بشكل جيد، وأقدم الشغل بأفضل طريقة، ولا أبخل بمجهودى فى العمل، وأن أكون مرنة دائمًا، وأن أتمسك بأفكارى.. أبى هو الداعم الأول لى، وهذا ساعدنى فى حياتى، سواءً الشخصية أو العملية. وجوده بجوارى يطمئننى.
■ كيف كان إحساسك حينما علمت بمشاركة فيلمك فى المهرجان؟
- كانت سعادتى لا توصف بمشاركة فيلمى الأول «مين يصدق» فى مهرجان القاهرة؛ فالمهرجان بالنسبة لى مهم جدًا لأنه أولًا مهرجان بلدى، وثانيًا لأنى منذ طفولتى وأنا من محبيه وأحرص على حضور فعالياته كل عام، والاستفادة من الخبرات المختلفة، فهو أكبر ملتقى سينمائى فى المنطقة العربية، واستفدت كثيرًا منه، فهو بحق أقدم وأعرق مهرجان عربى.
كنت حريصة على أن أتقدم بفيلمى فى مهرجان القاهرة السينمائى، خاصة أنه أول عمل روائى طويل لى، وشجعنى على ذلك والدى.
■ ماذا عن تحضيرات الفيلم؟
- بدأت التحضير لفيلم «مين يصدق» منذ فترة طويلة، وعقدت جلسات عدة مع الصناع ونفذنا بروفات كثيرة، وحضّرنا لكل المشاهد وبروفات الأكشن والملابس، والحمد لله خرج الفيلم بالشكل الذى يرضينى.
■ هل تعمدت أن يتحدث الفيلم عن ثلاثة أجيال مختلفة؟
- الفيلم فعلًا يحكى عن ثلاثة أجيال مختلفة ضمن أحداثه، والهدف من ذلك إظهار العلاقة بين هذه الأجيال وكيف يتأثر الأبناء بالآباء.
واخترت اسم «مين يصدق» كى أشير إلى أن لكل بطل وجهين؛ ويمكن أن يؤثر فيمن حوله بطريقة جيدة أو سيئة.
كل إنسان لديه حلم يسعى لتحقيقه، وخلال طريقه قد يخطئ بحق الناس، لكن إن حدث ذلك فى الأسرة، بين الأب والابن مثلًا، تكون النتيجة صعبة جدًا.
التأثر بين الأجيال يحدث فى الواقع، خصوصًا فى الأسرة، لذلك سعيت لتقديم تلك الفكرة فى الفيلم.
فى البداية كان اسم الفيلم «مين يصدق إيه؟»، ثم قررت تغيير الاسم.. حلمت بأن أقدم فيلمًا يشبهنا، وأن تكون قصة الحب «توكسيك»، لأن هذا يحدث فى الحياة.
أردت تسليط الضوء على الحب والتوتر الذى يصاحبه، وكل الأسئلة التى تشغل المرتبطين، مثل: «هل الشريك يحبنى أم يلعب بمشاعرى؟».. كنت أريد أن أجعل هذه التركيبة تصف إحساس الشباب فى الحب ونهايته غير السعيدة.
■ ما الصعوبات التى واجهتك فى تجربة «مين يصدق»؟
- أصعب شىء كان الضغط النفسى، لأننى كنت أريد أن أجعل كل شخص وافق أن يعمل معى فى الفيلم راضيًا، وأنا أعرف أن هذا لم يكن سهلًا لهم ولم يكن سهلًا لى.. وكذلك أردت أن يحب الجمهور تجربة الفيلم.
تجربة فيلم «مين يصدق» لم تكن سهلة أبدًا، والممثلون قدموا أداءً رائعًا، ومدير التصوير قدم أفضل أداء، وأنا راضية عن النتيجة النهائية.
■ لماذا حرصت على التصوير فى أماكن حقيقية؟
- أنا أحب السينما الواقعية، وأحترمها جدًا، وهى أصعب من سينما الفانتازيا، التى نرى فيها الممثل ينام ويستيقظ بنفس المكياج.. كفاية علينا كده.
كنت أريد أن أصنع سينما حقيقية، لا مكان فيها لشخصيات شر من أجل الشر.. مفيش حد فى الدنيا شرير شرًا مطلقًا، ولا يوجد إنسان طيب فى المطلق.
كنت سعيدة حينما رأيت الناس تضحك وتبكى فى الفيلم، لأن أهم شىء بالنسبة لى هو أن أقدم الحقيقة.. وحرصت على التصوير فى الشارع والأحياء الشعبية واختيار الكادرات المختلفة التى تعبر عن الواقع بشكل كبير.
■ ما المدارس الإخراجية التى تأثرت بها فى حياتك وتجربتك الأولى؟
- أعشق سينما محمد خان وعاطف الطيب، وأجد أن هذا النوع من السينما هو الأقرب لقلبى بالفعل، سواءً من زاوية اختيار مواقع التصوير أو الشخصيات.
■ كيف اخترت الموسيقى التصويرية والأغانى؟
- الأغانى المصاحبة لأحداث الفيلم اخترتها قبل تصوير المشاهد نفسها، فكل الأغانى والموسيقى بالفيلم كانت مكتوبة قبل اختيار الممثلين، من القصة والورق، واخترت المغنيين والموزعين واتفقت معاهم على طريقة أغنية كل مشهد من المكتوب والورق.. وتخيلى له قبل التصوير، ما أسهم فى أن يكون لكل مشهد تأثيره وواقعه المختلف على المشاهد.
■ لماذا لم ينته الفيلم نهاية سعيدة؟
- أردت أن تكون نهاية الفيلم حقيقية، خاصة أن بطلىّ الفيلم خاضا العديد من التجارب وفعلا الكثير من الأخطاء، لذلك لا يمكن أن تعود حياتهما لسابق عهدها.. لا يمكن أن يعيشا مرة أخرى بشكل طبيعى. كان من الضرورى أن يتحول كل شىء، بعد كل القرارات العشوائية التى أخذها الثنائى دون تفكير.
■ لماذا منحت البطولة ليوسف عمر وجايدا منصور؟
- شاهدت يوسف عمر وجايدا منصور فى مسلسل «ليه لا»، وأعجبت بأداء كل منهما، ووجدت أنهما الأنسب لبطولة الفيلم.
عرضت عليهما الأمر ولم يترددا فى القبول، وبذل كل منهما مجهودًا جبارًا فى البروفات.. وكنت أثق فى أن النتيجة ستكون جيدة، لأننى رأيت الاجتهاد والمذاكرة والحرص على الدقة فى تجسيد الشخصية.
■ إن صنعت فيلم سيرة ذاتية من بطولة والدك.. ما الشخصية التى ستجعلينه يجسدها؟
- هذا سؤال صعب، فقد قدم أبى شخصية إسماعيل ياسين فى عمل درامى، وشعرنا جميعًا أنه تحول بالفعل لإسماعيل ياسين، فقد تقمص الشخصية بطريقة عبقرية.. من الصعب أن أرى والدى فى شخصية جديدة، لكننى أحلم بتقديم فيلم عن قصة حياة أبى، وأتمنى أن يحدث ذلك قريبًا.