تسعى القوات الجوية الأمريكية إلى تسريع تطوير واختبار الطائرات المُسيّرة القتالية المتعاونة المعروفة باسم الرجل المجنح بعد شراء المزيد من المُسيرات منها، وفقًا لتصريحات أندرو هانتر، مساعد وزير القوات الجوية لشئون الاستحواذ والتكنولوجيا واللوجستيات، خلال منتدى الأعمال الدفاعية الذي نظمته مؤسسة "ديفينس وان".
وأعلن هانتر أن وحدة العمليات التجريبية التابعة للقوات الجوية، والتي يتم إنشاؤها حاليًا، تلقت الموافقة على شراء مزيد من مُسيرات الرجل المجنح، وستكون هذه الوحدة مسئولة عن تطوير التكتيكات والإجراءات التشغيلية اللازمة لاستخدام هذه الطائرات في سيناريوهات واقعية.
قدرات فائقة لمُسيرات الرجل المجنح
وبحسب موقع "ديفينس نيوز" الأمريكي، تتميز مُسيرات الرجل المجنح بقدرتها على العمل بشكل مستقل إلى جانب المقاتلات المتقدمة مثل F-35 وطائرات الجيل القادم من السيطرة الجوية، وتشمل مهامها ضرب أهداف العدو، وإجراء عمليات المراقبة، والتشويش على إشارات العدو.
وتابع أنه في أبريل الماضي، منحت القوات الجوية عقودًا لشركتي General Atomics و Anduril Industries لتصميم وبناء نماذج أولية للطائرات المسيّرة، مع خطط لتطوير إصدارات أكثر تقدمًا لاحقًا.
وفي سياق التعاون الدولي، تعمل الوحدة التجريبية مع الجيش الأسترالي، الذي يطور برنامجًا مشابهًا يعتمد على طائرة "الشبح الخفاش" من شركة بوينج.
وصرّح هانتر بأن وجود نماذج فعلية من مُسيرات الرجل المجنح ضروري لتطوير التكتيكات اللازمة، مشيرًا إلى أن القوات الجوية ستشتري مُسيرات من طرازات Fury من شركة أندوريل وGambit من جنرال أتوميكس لهذه الاختبارات.
وفي خطوة تهدف إلى تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، تبحث القوات الجوية عن طرق جديدة لتقييم "صلاحية الطيران" للطائرات المسيّرة.
وذكر هانتر أن معايير السلامة التقليدية قد لا تكون ضرورية لهذه الطائرات التي لا تحتاج لحماية الطيارين.
وتخطط القوات الجوية لإجراء اختبارات الطيران على مُسيرات الرجل المجنح في عام 2025، وهي خطوة حاسمة لتقييم قدرتها على أداء المهام الموعودة بتكلفة مناسبة.
وأكد هانتر أهمية تحديد كيفية تصنيع الطائرات المسيّرة بكفاءة وبتكلفة منخفضة لضمان الإنتاج الضخم.
وقال إن الشركتين المرشحتين لديهما فرصة للنجاح، ومن المحتمل أن يتم التعاقد مع كليهما بناءً على نتائج الاختبارات.
وبعد اجتياز المراجعة التصميمية للطائرات من قبل الشركتين، يُتوقع أن تدخل مرحلة الإنتاج المتقدم قريبًا.
وقال الكولونيل تيموثي هيلفريتش، قائد المواد المتقدمة في قيادة المواد الجوية، إن هذه المراجعات التصميمية الناجحة تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للطائرات المسيّرة.
وتسعى القوات الجوية الأمريكية إلى دمج هذه الطائرات في أساطيلها القتالية كجزء من استراتيجية "الكتلة القتالية بأسعار معقولة"، ما يفتح الباب أمام جيل جديد من العمليات الجوية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لتعزيز التفوق العسكري.