شهدت فعاليات معرض ومؤتمر “Cairo ICT’24” ندوة تناولت دور المدن العلمية في تعزيز ريادة مصر في التكنولوجيا وريادة الأعمال. وأكد المشاركون في الندوة أهمية المدن العلمية والتكنولوجية في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، مشددين على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحويل هذه المدن إلى محركات للتنمية المستدامة، مما يسهم في بناء مجتمع ريادي قائم على الإبداع والمعرفة.
أوضح الدكتور عمرو هلال، عضو اللجنة الوطنية للأدوية والرئيس التنفيذي لشركة "هيلث تك"، الذي أدار الجلسة، الفرق بين المدن العلمية والحرم الجامعي، لافتًا إلى أن مصر تبنت نموذجًا محددًا من هذه المدن بهدف تأسيس شركات تسهم في خدمة المجتمع وتطوير التكنولوجيا.
وأكد أهمية إنشاء نظام بيئي متكامل لهذه المدن، داعيًا إلى تجاوز توفير المواقع المكانية فقط، مع ضرورة بناء شبكات اتصال قوية لدعم تحويل الابتكارات إلى مشاريع تجارية ناجحة. وأشار إلى أن الشراكات أصبحت ضرورة لتحقيق الأهداف المشتركة، مؤكدًا أن النجاح الفردي لم يعد كافيًا في عالم اليوم.
من جانبها، أوضحت شيرين محرم، القائم بأعمال رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، أن مصر حققت تطورًا كبيرًا في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا، مدعومة بحاضنات ومسرعات أعمال تكنولوجية كبرى، خاصة في قطاع التكنولوجيا المالية.
وأضافت أن المدن العلمية تُعد جزءًا من المشروعات القومية لتعزيز الاقتصاد المعرفي، مما يسهم في تحقيق عوائد مادية مستدامة. وأكدت أن هذه المدن ليست كيانات جغرافية جامدة، بل تتسم بالديناميكية وتُنشأ بالقرب من مصادر طبيعية أو موانئ أو المدن الصناعية لتعزيز التكامل الاقتصادي. كما شددت على أهمية تطوير نظام بيئي يسهل الاستثمار ويزيل العقبات أمام الشباب المبتكر، مع ضرورة تقديم حلول عملية لدعم انتقالهم بين الحاضنات المختلفة وتمويل أفكارهم.
أكدت شيرين أهمية بناء قاعدة بيانات وطنية لتنسيق الجهود بين الشباب والمؤسسات المختلفة، مما يعزز التعاون ويحول الأفكار المبتكرة إلى مشاريع ناجحة. وأضافت أن المدن العلمية تبرز رؤية مصر نحو اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا وريادة الأعمال.
استعرض الدكتور محمد شديد، الرئيس التنفيذي لجمعية اتصال، تجربة مجمع برج العرب كنموذج للمدن العلمية، مشيرًا إلى الإنجازات التي تحققت هناك، مثل تطوير تقنيات إنترنت الأشياء وتخريج واحتضان شركات ناشئة. وأوضح أن المدن العلمية يجب أن تجمع بين البحث العلمي والتكنولوجيا والإنتاج لتحقيق التكامل، مشددًا على ضرورة تجاوز هيمنة الحكومة على إدارة هذه المجمعات، مما يتيح الفرصة للابتكار والتوسع.
من جهته، أشار محمد ناجي، العضو المنتدب لشركة WRQ Plus، إلى أن فكرة إنشاء المجمعات التكنولوجية في مصر مستوحاة من تجربة "سيليكون فالي" بالولايات المتحدة.
وأكد أن الهدف الرئيسي لهذه المجمعات هو دمج الإبداع مع ريادة الأعمال، موضحًا أن الجهود الحالية تسعى لتحسين استغلال المساحات غير المستخدمة، وخلق شراكات بين المستثمرين والشركات الناشئة لتعزيز الابتكار. وأضاف أن دعم المواهب في مختلف المحافظات يعكس دور القطاع الخاص في دعم الابتكار، مستشهدًا بمبادرات مثل مراكز "كرياتيفا" التي أطلقتها وزارة الاتصالات لتوسيع نطاق دعم الشركات الناشئة.
تقام النسخة الثامنة والعشرين من معرض *Cairo ICT* تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024 بمركز مصر للمعارض الدولية، تحت شعار "The Next Wave". ويستهدف المعرض استكشاف الموجة الجديدة من التقدم التكنولوجي والاتجاهات المستقبلية بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا. يحظى المعرض برعاية شركات ومؤسسات كبرى مثل دل تكنولوجيز، إي فاينانس، البنك التجاري الدولي، هواوي، أورنچ مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وعدد من المؤسسات الأخرى، في تأكيد على أهمية الحدث كمحفل إقليمي ودولي بارز في قطاع التكنولوجيا.