من كتب خطاب الرئيس السادات في الكنيست الاسرائيلي؟ سؤال مازال يتردد على ألسنتنا كلما كان هناك حديث حول السلام واتفاقية كامب ديفيد، وزيارة الرئيس محمد أنور السادات لإسرائيل، الزيارة التي أثمرت اتفاقية السلام المعروفة “كامب ديفيد” والتي تسببت في استقالة إسماعيل فهمي وزير الخارجية المصرية حينها مبديا اعتراضه، إلى جانب اعتراض العديد من الزعماء العرب لتلك الخطوة التي ذهب فيها السادات وحيدا.
من المعروف إعلاميا أن صاحب خطاب الرئيس محمد أنور السادات في مجلس الشعب، الذي أبدى فيه استعداده للذهاب إلى إسرائيل هو بطرس غالي، هذا ما أكده الكاتب الصحفي عادل حمودة عبر برنامجه "واجه الحقيقة"، الذي يعرض على شاشة "القاهرة الإخبارية".
وأشار حمودة إلى أن هذا الخطاب "على حسب ما سمعت من بطرس غالي فإن ثلاثة فقط كانوا يعلمون بما سيفجره خطاب السادات، هيرمان اليتش السفير الأمريكي في القاهرة، عبد الغني الجمسي وزير الدفاع، وإسماعيل فهمي وزير الخارجية".
وأشار حمودة إلى أن بطرس غالي كتب له خطاب الكنيست باللغة الإنجليزية إلا أن هذا الخطاب لم يدلي به السادات رغم إعجابه به، والسؤال من هو كاتب خطاب الكنيست البعض أشار إلى أن الدكتور أسامة الباز هو من كتب خطاب الرئيس منفردا، وهناك العديد من شهادات الدبلوماسين المصريين وعلى رأسهم مصطفى الفقي تؤكد على أن الخطاب كتبه موسى صبري، وأسامة الباز معا.
السادات الحقيقة والأسطورة
في كتابة "السادات الحقيقة والأسطورة" يكشف موسى صبري تفاصيل العلاقة الوطيدة التي ربطته بالسادات، ويكشف على عكس ما جاء على لسان عادل حمودة بأن خطاب الرئيس في مجلس الشعب الذي ابدى استعداده للذهاب لإسرائيل له وليس لبطرس غالي، حيث قال: «السادات استدعاني إلى لقائه بالقناطر، وناقشني في موضوع خطاب سيلقيه في مجلس الشعب، وأملى عليّ نقاط الخطاب، ثم قال لي: (وهناك مفاجأة هامة في الخطاب. اترك لها مكانًا، وسأصرح لك بها عند مراجعة الخطاب معك قبل إلقائه). وراجعت معه الخطاب، ولكنه لم يصرح بالمفاجأة».
نحن كتبنا ولكنه هو الذي قال
وأشار أنيس منصور عبر مقال له نشر بالشرق الأوسط تحت عنوان "نحن كتبنا ولكنه هو الذي قال إلى أن الذين كتبوه ثلاثة "موسى صبري، وبطرس غالي وأنا" أما الذي كتبه بطرس غالي فقد استبعده الرئيس تماما، لا لأنه ليس مناسبا، ولكنه لأنه ليس خطابيا، أي ليست فيه عبارات طنانة أو تعبيرات بليغة.
وتابع منصور: حذف السادات عبارة من هنا ومعنى من هناك، وفي يوم إلقاء الخطاب استدعاني الرئيس السادات وطلب مني أن أجلس أمامه، وأن أعيد صياغة صفحات من هذا الخطاب في البداية والنهاية، وكان له ما أراد.