أكد الكاتب السوداني الهندي عزالدين أن استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان أوقف ما وصفه بمخطط التدخل الأجنبي الغربي في الشأن السوداني.
قال عزالدين، لـ"الدستور"، إن مشروع القرار كان يستهدف فرض وقف فوري لإطلاق النار دون الالتزام بضمان تنفيذ مليشيا الدعم السريع التزاماتها وفق اتفاق جدة المبرم في مايو 2023.
عز الدين: الفيتو الروسي يعزز موقف الجيش السوداني على الساحة الدولية
أشار إلى أن هذا الفيتو يعزز موقف الجيش السوداني دولياً ويوفر له غطاءً لحسم الصراع عسكرياً، مؤكداً أنه يمثل رسالة قوية من روسيا للولايات المتحدة وبريطانيا بأن موسكو تدعم سيادة السودان وتتصدى لأي تحركات غربية قد تخل بالتوازن الإقليمي لصالح أجندات خاصة.
وأوضح عزالدين أن روسيا تعتبر هذا الموقف جزءًا من التزامها بدعم أصدقائها في المنطقة وحماية السيادة الوطنية السودانية من التدخلات الأجنبية.
كما شدد على أن هذا الموقف الروسي ليس فقط خطوة سياسية، بل يحمل بعدًا استراتيجيًا يعكس تصميم موسكو على تحدي الضغوط الدولية لحماية مصالحها وشركائها الإقليميين.
أضاف أن السودان يمكنه استثمار هذه اللحظة لتطوير علاقاته مع روسيا، وتعزيز التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، مما قد يؤدي إلى بناء شراكة استراتيجية تخدم المصالح السودانية في ظل المتغيرات الدولية الحالية.
في ختام تصريحاته، دعا عزالدين القيادة السودانية إلى استغلال هذا الدعم الروسي لإعادة ترتيب الوضع الداخلي بما يضمن الاستقرار ويحافظ على السيادة الوطنية للسودان.
في السياق، فإن الصراع في السودان الذي بدأ في أبريل 2023 تسبب في كارثة إنسانية كبرى حيث نزح أكثر من 11 مليون شخص، ويعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
كما أن الأمم المتحدة أكدت وقوع مجاعة في شمال دارفور، ما يزيد من حجم الكارثة التي تحتاج إلى تحرك دولي عاجل، ومع ذلك، لا يزال الجمود في مجلس الأمن يعوق أي تقدم، مما يلقي بظلاله على مصداقية المجتمع الدولي في حل الأزمات الإنسانية الذي يواجهها الشعب السوداني.