“ إنّ حصول الجزائر على مقعد بمجلس الأمن لاشك سيكون له تأثير واضح على القضيتين الفلسطينية والصحراوية ملف الصحراء المغربية، ومستعمل الجزائر بكل ثقلها الدبلوماسي على حلحلة الوضع بهاتين البؤرتين.. خاصة الشعب الصحراوي الذي يحاول العالم اليوم ان يتغاضى عن آخر مستعمرة أفريقية ”
هذه فقرة من تصريح مطول للوزير الجزائري عطاف بجريدة الشروق بتاريخ 4 يناير 2024 على هامش انتخاب الجزائر كعضو غير دائم بمجلس الأمن ( 24-25)
عدت إلى هذا التصريح الذي احتفظت به – عمداً – منتظراً مداولات التصويت على قرار جديد لمجلس الأمن البارحة حول الصحراء المغربية والوقوف على هذا التأثير القوي الذي تحدّث عنه السيد عطاف قبل عشرة أشهر فقط وعيوننا على القرار الأممي الجديد تحت 2756 والذي جاء بصيغة تعكس الدينامية الإيجابية المتصاعدة والمتسارعة التي يعرفها ملفّ صحرائنا ليكون التأثير الذي تحدّث عنه الوزير السيد عطّاف هو وقع هذا القرار على نفسية ممثل الجزائر بمجلس الأمن الذي اجتهد في تدويل وتعميم صراخ النظام الجزائري عبر العالم.. قبل أن يعلن انسحابه أثناء عملية التصويت كسابقة تاريخية لم يعرفها المجلس منذ تأسيسه كامتياز جزائري خلال عهدتي تبّون- شنقريحة كما في معظم المحافل الدولية والقارية..
والذين تابعوا كلمة ممثل الجزائر لتبرير انسحابه سيلاحظ تلك العصبية المفرطة وبعينين جاحظتين باصبع تهديد لم تكن سوى قناع لجثّة منهارة ومهزومة جراء الإهانة التي تعرّضت لها الجزائر القارة عبر ممثلها من طرف جميع أعضاء مجلس الأمن
وكما جاء في كلمته وعلى عظمة لسانه ان هيئة المجلس وصاحبة قلم الأزرق تركوه ينتظر مسودة القرار حتّى آخر دقيقة من بداية الأشغال..
تركوه ينتظر.. بل أقروا المسودة بدون اية إشارة لخزعبلاته كما قال نفسه..
تركوه لانه لاوزن.. ولا قيمة.. ولا هبة..
تركوه منعزلا – وبالإجماع – كأي مريض داخل قاعة الحجر الصحي
هذا هو التأثير اسي عطاف.. انتم والعدم سيّان
وموعدنا 31 أكتوبر 2025 سنة التحاق لندن بقطار الإعتراف بمغربية الصحراء وباللغة الانگليزية بعد أن كان بالفرنسية هذه السنة.. وإنّ غداً لناظره قريب قرابة انهيار هذا النظام المارق أمام انتصاراتنا الدبلوماسية التي طوّقت عنقه أكثر كلّما ارتفع منسوب عزلته أكثر.
ففي الوقت الذي كانت فيه الجزائر منبوذة بأعلى هيئة أمنية تقريرية كان الرئيس يستقبل وخارج الشرعية الدولية شخص بقبعة رئيس دولة وفوق السجاد الأحمر وعلى نغمات النشيد الوطني والتحية العسكرية وبكامل تفاصيل البروتوكول الرسمي..
هذا المشهد سوريالي بكل المقاييس حتى لم يحدث في زمن اي رئيس جزائري سابق بل كانت اللقاءات تتم بقصر المرادية مباشرة..
أليس من المسرح العبثي ان ينزل ما يسمى رئيس دولة من طائرة جزائرية جاءت به من الجزائر ليستقبله رئيس جزائري
من يستقبل من..! ؟
والصندوق العمومي الجزائري مكلف بتأدية أجور هذا الموظفين بنفس الرتبة..
أليس من المضحك – المبكي ان لا يدافع الرئيس تبون عن هذا الرئيس الوهمي في مصر وعمان ويتجاهل حقوقه هناك.. ويعانقه بمطار هواري بومدين
هذه خيانة للصديق الرئيس الوهمي
بل جبن وخوف ونفاق
كيف لا يهان ممثل الجزائر ورئيسه يستقبل شخصا بقبعة رئيس كان إلى حدود الأمس قد طوي كمنشفة داخل ” الشاكوش “الدبلوماسي باليابان قبل أشهر..
وهل اسمه غالي ام بن بطوش حسب جوازه الجزائري المزور
كيف لا يهان من يعتقد ان السجاد الأحمر يصنع الدول والرؤساء..
هي شطحاتكم الأخيرة تحت إيقاع رقصة الديك المذبوح زاد من حدّة ألمها زيارة دولة للرئيس الفرنسي قبل يومين لبلدنا ليقف الجميع عند تربية الرذيلة عند ما يسمى بالنخبة السياسية وابواقها الإعلامية وهم ينتشون بكل وقاحة بلغة التشفي على الوضعية الصحية التي ظهر بها ملك البلاد ( شفاه الله) مستعينا بعكازه الطبّي.. بل وحتى أكبرهم سنّاً وحقداً المسمى قوجيل رئيس البرلمان الجزائري لم يجد ما يكتب عن الزيارة ( لقد باع الصحراء بطاجين مغربي) معلقا على صورة ماكرون لحظة مأدبة غذاء جماعية بالأوداية بالرباط..
ونسي ان يعلق لا هو ولا غيره او على الاقل ان يعيد قراءة النقطة الثالثة من بيان الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية المغربية الفرنسية والتي جاءت كما يلي :
( إن جهود الدولتين على الصعيدين الثنائي والدولي ستظل قائمة على أساس مبادئ :
العلاقة بين دولة ودولة والمساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي اختيارات السياسة الخارجية واحترام الإلتزامات المبرمة والثقة والشفافية والتشاور المسبق ومسؤولية كل طرف اتجاه طرف آخر)
هذا هو النيف عندنا في المغرب يا ع المجيد تبون.. وهذه هي الندّية بين دولة ودولة.. وبكل الوضوح تفادياً لأية اصطدامات مستقبلاً درجة ان الرئيس الفرنسي وصفها أمام البرلمان المغربي بالشراكة الاقوى مع بلد خارج الاتحاد الأوروبي..
لذلك جاء عندنا.. ليس امتيازاً بل مصالحة مع التاريخ واحترام الجغرافيا والتطلع إلى المستقبل وكما قال
” جئت باسم فرنسا أعمل إلى جانبكم ومعكم”
هي جملة تقول كل شيء
تقول بأن المملكة المغربية الشريفة لها دور محوري وحضور إقليمي وقاري ووزن عالمي لا يمكن تجاوزه ..
الجملة تقول :
بأن قطار المغرب السريع قد غادر المحطّة قبل قليل نحو المستقبل
وبيننا وبين السجاد الأحمر عند تبون هذا المثل الصيني
( عندما يرتفع النباح من حولك فاعلم أنك أوجعت الكلاب.)
يوسف غريب كاتب صحفي