في احتفالها بمئوية المفكر والفيلسوف الدكتور مراد وهبة عبر ندوة "مئوية مراد وهبة.. الصوت الحاضر" التي نظمتها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، بدا واضحًا أن التكريم لم يتوقف عند استعادة السيرة، بل انفتح على جوهر المشروع كيف نصنع عقلًا حديثًا يقاوم الأصولية بالفكر ويؤسس للتعايش عبر النقد والمعرفة.
التنوير عند مراد وهبة.. من التراث إلى العقلانية
قدمت تغطيات الاحتفاء مراد وهبة بوصفه "صوتًا حاضرًا" لأن مشروعه ظل مرتبطًا بفكرة مركزية هى إحياء العقل النقدي بوصفه شرطًا للتقدم، وربط التنوير بالإصلاح الثقافي لا بالمواقف الانفعالية.
وفي هذا السياق، برزت مرجعيته "الرشدية"، إذ ارتبط اسمه بإحياء فكر ابن رشد كأداة للتنوير، وبتأسيسه "الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير" عام 1994 كإطار معرفي لمحاورة التطرف ونشر قيم العقل.
رباعية الديمقراطية (2011)
من الكتب التي تُلخص جانبًا من رؤيته السياسية الفكرية كتاب "رباعية الديمقراطية" وفق بيانات النشر المتداولة، والذي قدم فيه تصوره لمكونات الديمقراطية، مع إبراز العلمانية بوصفها مكوّنًا محوريًا ضمن البناء المفاهيمي للديمقراطية.
ملاك الحقيقة المطلقة (1999)
ويأتي كتاب "ملاك الحقيقة المطلقة" بوصفه عنوانًا دالًا على اشتباكه مع إشكالية الحق المطلق ومآلاته في المجال الفكري.
المعجم الفلسفي
ومن العلامات العملية في مشروعه ما ارتبط بالعمل المعجمي، إذ يُنسب إليه "المعجم الفلسفي" بوصفه جهدًا لتقريب المصطلح وتحديد المفاهيم، وتوجد منه طبعات/إصدارات موثقة مثل طبعة 2007 (دار قباء الحديثة) وطبعة 2016 ضمن مكتبة الأسرة.
وتتصل هذه الفكرة بجوهر منهجه: أن ترتيب المفاهيم شرط لترتيب التفكير، وأن معركة التنوير تبدأ أحيانًا من دقة المصطلح قبل صخب المناظرات.














0 تعليق