قريبا في أكادير…بطل أولمبي في سباحة “السواكي”

من قال بأن المجالس الجماعية التي أفرزتها انتخابات 8 شتنبر لا تُبدع في الحلول. ومن يشك في كفاءاتها، فعليه مراجعة نفسه، وإعادة قراءة أوراقه، وتصحيح مغالطاته. والدليل القاطع من المجلس الجماعي لمدينة أكادير. فهو مجلس غير عادي، ولا يشبه باقي المجالس، لأن رئيسه هو السيد رئيس الحكومة. فبعد إعلانه إسناد تدبير المسابح الجماعية لشركة خاصة، وبعد إعلان المبالغ الخيالية كواجب الاشتراك، انتفضت جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في السباحة والغوص، وعبرت عن امتعاضها من إقصائها. أما سكان الأحياء الشعبية في المدينة “ما عاجبهاش الحال”. لكن ساكنة مدينة الانبعاث، لم تقطع اليأس، وحمدت الله بهذا المجلس الموقر، الذي لا تعوزه الأفكار، ويبدع في الحلول. تفتقت عبقرية الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي، واهتدت إلى بناء كيلوميترات من السواقي، تنبع من دوار آيت المودن، تمر عبر دوار آيت تاووكت، وعبر الحي المحمدي لتصل إلى حي إحشاش. هناك تتفرق السواقي. فساقية النيل الأزرق، تستمر في طريقها إلى بنسركاو مرورا بسيدي يوسف وحي الفرح. أما ساقية النيل الأبيض، فستمر من حي الخيام والعزيب ثم حي الوفاء، لتصل إلى تيكيوين، بعد مرورها بحي الداخلة وتليلا. هكذا إذا، سينعم أبناء الأحياء الراقية “سيتي سويس” و”إليغ”، بالمسابح الجماعية، بعد أداء واجبات الانخراط. أما أبناء الأحياء الهامشية والشعبية، فلم ينسهم المجلس المنتخب، فهم سيستفيدون من السباحة في “السواكي فابور ما يدفعوا حتى ريال” أليست هذه هي العدالة الاجتماعية؟ “كلشي لاقي خاطروا، لي عندو ولي ما عندوش”. مكتب المجلس الجماعي، له دراية وثقافة واسعة. فهو استنسخ هذه الفكرة، من نهر النيل الذي ينبع من إثيوبيا، ليصل إلى السودان، ثم يتفرق إلى النيل الأزرق والنيل الأبيض قبل أن يصل إلى مصر. فمن أعماق افريقيا، استلهم المجلس الجماعي، هذا الحل العبقري. فلا ينكر عبقرية المجلس الجماعي إلا جاحد. ألم أقل لكم إنه مجلس غير عادي. فهو مجلس يترأسه السيد رئيس الحكومة. إلى جانب العبقرية، يتمتع مجلس مدينتنا، بالطموح كذلك. فهو لم يكتف بعرض السباحة مجانا في السواكي، على شباب الأحياء الشعبية. وإنما سيستدعي جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في مجال السباحة والغوص، وسيعرض عليهم، تدبير هذه السواكي، والقيام بتدريب شباب الأحياء الهامشية والشعبية. هكذا إذا، ستفرح كل الجمعيات التي انتفضت في وجه المجلس الجماعي. فالشركة الخاصة تشتغل في المسابح الجديدة، والمجتمع المدني سيشتغل في السواكي. المهم كلشي يشتغل في السباحة. لا فرق بين الشركة الخاصة وجمعيات المجتمع المدني. المجلس الجماعي كيشوف بعيد. هذه الجمعيات راكمت تجربة لعقود في مجال السباحة، واشتغالها في سباحة السواكي، ربما يخلق بطلا أولمبيا من مدينة أكادير، يُحرز ميدالية ذهبية في سباحة السواكي، من قلب بلاد العم سام التي ستنظم الألعاب الأولمبية القادمة. وحين يتحقق الحلم، يمكن إزالة مصطلح “السواكي” ويبقى البطل الأكاديري بطلا في السباحة من إنجاز الشركة الخاصة. آنذاك لن يتساءل أحد، عن المبالغ المالية التي سلمها المجلس للشركة الخاصة، لأنها تشتغل بجدية وتصنع الأبطال. فالمجلس الجماعي، بذكائه المعهود، يعرف أن الأبطال يظهرون في الأحياء الشعبية وليس في الأحياء الراقية. أليست هذه قمة العبقرية؟ فلماذا إذا تنتقدون مجلسكم الجماعي؟ سعيد الغماز

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى تتويج مدينة أكادير بجائزة شنغهاي للتنمية المستدامة في المدن.